للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حدثنا زياد النّميري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر خَنَس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس". غريب.

وقال الإمام أحمد (٥٧): حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم، سمعت أبا تميمة [١] يُحدّث عن رَديف رسول الله قال: عثر بالنبي حمارُه، فقلت: تَعس الشيطان! فقال النبي : "لا تقل: تعس الشيطان، فإنك إذا قلت: تعس الشيطان، تعاظم، وقال: بقوتي صرعته. وإذا قلت: باسم الله، تصاغر حتى يصير مثل الذباب".

تفرد به أحمد، إسناده جيد قوي، وفيه دلالة على أن القلب متى ذكر الله تصاغر الشيطان وغُلِب، وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب.

وقال الإِمام أحمد (٥٨): حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا الضحاك بن عثمان، عن سَعيد المقبري، عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله : "إن أحدكم إذا كان في المسجد، جاءه الشيطان فأبَس [٢] (٥٩) به كما يُبَسُّ [٣] الرجل بدابته، فإذا سكن له زنقه (٦٠) - أو: ألجمه"- قال أبو هُرَيرة: وأنتم ترون ذلك، أما المزنوق فتراه مائلًا -كذا- لا يذكر الله، وأما الملجم ففاتح فاه لا يذكر الله ﷿. تفرد به أحمد.

وقال سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: ﴿الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ﴾، قال الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خَنَس. وكذا قال مجاهد، وقتادة.

وقال المعتمر بن سليمان، عن أنس: ذُكرَ لي أن الشيطان، أو الوسواس ينفث في قلب [ابن آدم] [٤] عند الحزن وعند الفرخ، فإذا ذكر الله خنس.

وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: ﴿الْوَسْوَاسِ﴾، قال: هو الشيطان يأمر، فإذا أطيع خنس.


(٥٧) - المسند (٥/ ٥٩). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ١٣٤، ١٣٥) وقال: رواه أحمد بأسانيد. ورجالها كلها رجال الصحيح.
(٥٨) - المسند (٢/ ٣٣٠). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رجال أحمد رجال الصحيح.
(٥٩) - أبس به: أي قُهر وغلب.
(٦٠) - زنقه: أي ضيق عليه.