للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجه آخر، عن أبي هريرة ، قال: كان الناس إذا رأوا أوّل الثمر، جاءوا به إلى رسول الله، ، فإذا أخذه رسول الله قال: "اللهم، بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدِّنا، اللَّهم، إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك. وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل مما دعاك لمكة، ومِثْلِهِ معه" ثم يدعو أصْغَرَ وليد له فيعطه ذلك الثمر. وفي لفظ"بركة مع بركةٍ". ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان- لفظ مسلم (٧٨٥).

ثم قال ابن جرير (٧٨٦): حدَّثنا أبو كريب، حدَّثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن أبي بكر بن محمد، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن رافع بن خديج، قال: قال رسول الله : "إن إبراهيم حرم مكة، وإني أحرم ما بين لابتيها".

انفرد بإخراجه مسلم، فرواه عن قتيبة، عن بكر بن مضر، به. ولفظه كلفظه سواء.

وفي الصحيحين (٧٨٧) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله، ، لأبي طلحة: "التمس لي غلامًا من غلمانكم يخدمني" فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه، فكنت أخدم رسول الله، صلى الله عليه: سلم، كلما نزل. وقال في الحديث: ثم أقْبَل حتى إذا بدا له أحد قال: "هذا جبل [١] يحبنا ونحبه"، فلما أشرف على المدينة قال: "اللَّهم، إني أحرم ما بين جبليها، فل ما حرم به إبراهيم مكة، اللَّهم، بارك لهم في مُدِّهِم وصاعهم". وفي لفظ لهما: "اللهم [بارك لهم في مكيالهم، و،] [٢] بارك لهم في صاعهم، وبارك لهم في مدهم". زاد البخاري: يعني أهل المدينة.

ولهما أيضًا عن أنس: أن رسول الله، قال: "اللهم اجعل بالمدينة ضِعْفَي ما جعلته بمكة من البركة" (٧٨٨).

وعن عبد الله بن زيد بن عاصم عن النبي : "إن إبراهيم حرّم مكة، ودعا لها، وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة، ودعوت لها في مدها


(٧٨٥) - رواه مسلم في الحج برقم ٤٧٣ - (١٣٧٣).
(٧٨٦) - تفسير ابن جرير ٢٠٣١ - (٣/ ٤٩). ورواه مسلم في الحج برقم ٤٥٦ - (١٣٦١).
(٧٨٧) - رواه البخاري في الجهاد برقم (٢٨٩٣)، وأطرافه في (٥٤٢٥، ٦٣٦٣)، ومسلم في الحج برقم ٦٤٢ - (١٣٦٥)، واللفظ لمسلم.
(٧٨٨) - رواه البخاري في فضائل المدينة برقم (١٨٨٥)، ومسلم في الحج برقم ٤٦٦ - (١٣٦٩).