للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصاعها مثل ما دعا إبراهيم لمكة".

رواه البخاري (٧٨٩) وهذا لفظه، ومسلم ولفظه: أن رسول الله قال: "إن إبراهيم حرم مكة، ودعا لأهلها، واني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة، وإني دعوت لها في صاعها ومدها بمثل ما دعا به إبراهيم لأهل مكة".

وعن أبي سعيد، ، عن النبي، قال: "اللَّهم، إن إبراهيم حَرَّم مكة فجعلها حرامًا، وإني حرمت المدينة حرامًا ما بين مَأزِمَيها [١] (٧٩٠). ألا [٢] يُهْرَاقَ فيها دم، ولا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا يُخبط فيها شجرة إلا لعلف اللَّهم، بارك لنا في مدينتنا، اللهم، بارك لنا في صاعنا، اللَّهم، بارك لنا في مدنا، اللَّهم، اجعل مع البركة بركتين" الحديث رواه مسلم (٧٩١).

والأحاديث في تحريم المدينة كثيرة، وإنما أوردنا منها ما هو متعلق بتحريم إبراهيم، ، لمكة لما في ذلك من مطابقة الآية الكريمة.

[وتمسك بها من ذهب إلى أن تحريم مكة إنما كان على لسان إبراهيم الخليل، وقيل: إنها محرمة منذ خلقت مع الأرض، وهذا أظهر وأقوى، والله أعلم] [٣].

وقد وردت أحاديث أُخَرُ تدلٌ على أن الله تعالى حرم مكة قبل خلق السموات والأرض، كما جاء في الصحيحين (٧٩٢) عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله ، يوم فتح مكة: "إن هذا البلد حَرَّمه الله يوم خلق السموات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة. [وإنه لم يُحِل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة] [٤]. لا يعضد شوكه؛ ولا ينفر صيده، ولا تُلتَقَط لُقْطتُهُ إلا من عرّفها، ولا يخُتْلى خَلاهَا". فقال العباس: يا رسول الله! إلا الإذخَر فإنه


(٧٨٩) - رواه البخاري في البيوع، باب: بركة صاع النبي، ، ومده برقم (٢١٢٩). ومسلم في الحج برقم ٤٥٤ - (١٣٦٠).
(٧٩٠) - المأزم: الجبل، وقيل: هو المضيق بين جبلين، ونحوه، والأول هو الصواب هنا، ومعناه ما بين جبليها.
(٧٩١) - رواه مسلم في الحج برقم ٤٧٥ - (١٣٧٤).
(٧٩٢) - رواه البخاري في الجنائز، باب: الأذخر والحشيش في القبر، وفي جزاء الصيد، باب: لا يحل القتال بمكة برقم (١٣٤٩، ١٨٣٤) وأطرافه: (١٥٨٧، ٣١٨٩، ٣٠٧٧)، ورواه مسلم في الحج برقم ٤٤٥ - (١٣٥٣).