للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو بكر بن مردويه (٨٠٤): حدثنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا أحمد بن محمد الأزرقي، حدثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن عبد الملك بن جريج، عن كثير بن كثير، قال: كنت أنا وعثمان بن أبي سليمان، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين في ناس مع سعيد بن جبير، في أعلى المسجد ليلًا، فقال سعيد بن جبير: سلوني قبل ألا تروني. فسألوه عن المقام. فأنشأ يحدثهم عن ابن عباس، فذكر الحديث بطوله.

ثم قال البخاري (٨٠٥): حدَّثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، حدثنا إبراهيم بن نافع، عن كثير بن كثير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان، خرج بإسماعيل وأم إسماعيل، ومعهم شَنَّة فيها ماء، فجعلت أم إسماعيل، تشرب من الشنة، فيَدِرُّ لبنُها على صبيها، حتى قدم مكة فوضعهما تحت دوحة، ثم رجع إبراهيم [إلى أهله] [١] فاتبعته أم إسماعيل، حتى لما [٢] بلغوا كَدَاء نادته من وراءه: يا إبراهيم، إلى من تتركنا؟ قال: إلى الله ﷿. قالت: رضيت بالله. قال: فرجعت فجعلت تشرب من الشنة، ويدر لبنها على صبيها [٣] حتى لما فَني الماء، قالت: لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحدًا. [قال فذَهَبَت فصعدت الصفا، فنظرت، ونظرت، هل تحس أحدًا، فلم تحس أحدًا] [٤]. فلما بلغت الوادي سعت حتى أتت المروة، ففعلت ذلك أشواطًا [حتى أتمت سبعًا] [٥]، ثم قالت: لو ذهبت فنظرت؛ ما فعل -تعني [٦] الصبي- فذهبت فنظرت فإذا هو على حاله كأنه ينشغ [٧] للموت، فلم تقرها نفسها، فقالت: لو ذهبت فنظرت لعلى أحس أحدًا قال: فذهبت فصعدت الصفا، فنظرت ونظرت فلم تحس أحدًا، حتى أتمت سبعًا، ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل، فإذا هي بصوت، فقالت: أغث إن كان عندك خير، فإذا جبريل قال: فقال بعقبه هكذا، وغمز عقبه على الأرض. قال: فانبثق الماء، فَدَهَشَتْ [٨] أم إسماعيل، فجعلت تحفر.

قال: فقال أبو القاسم : "لو تركته لكان ظاهرًا".


(٨٠٤) - مسلم بن خالد: ضعفه غير واحد، وأحمد بن محمد الأزرقي روى له البخاري. وكثير بن كثير: ثقة.
(٨٠٥) - رواه البخاري في أحاديث الأنبياء برقم (٣٣٦٥).