للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فجعلت تشرب من الماء ويدر لبنها على صبيها.

قال فمر ناس من جرهم ببطن الوادي، فإذا هم بطير، كأنهم أنكروا ذلك، وقالوا ما يكون الطير إلا على ماء، فبعثوا رسولهم فنظر، فإذا هو بالماء. فأتاهم فأخبرهم، فأتوا إليها فقالوا: يا أم إسماعيل، أتأذنين لنا أن نكون معك -أو نسكن معك؟ - فبلغ ابنُها ونكح منهم امرأة.

قال: ثم إنه بدا لإبراهيم ، فقال لأهله: إني مطلع تركتي. قال: فجاء فسلم، فقال: أين إسماعيل؟ قالت امرأته: ذهب يصيد. قال: قولي له إذا جاء: غير عتبة بابك، فلما أخبرته، قال: أنت ذاك، فاذهبي إلى أهلك.

قال: ثم إنه بدا لإبراهيم فقال لأهله: إني مطلع تركتي، قال فجاء فقال: أين إسماعيل؟ فقالت امرأته: ذهب يصيد، فقالت: ألا تنزل فتطعم وتشرب، فقال: ما طعامكم وما شرابكم؟ قالت: طعامنا اللحم وشرابنا الماء، قال: اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم.

قال: فقال أبو القاسم : "بَرَكة بدعوة إبراهيم".

قال: ثم إنه بدا لإبراهيم فقال لأهله: إني مطلع تركتي. فجاء فوافق إسماعيل من وراء زمزم يصلح نبلًا له. فقال: يا إسماعيل، إن ربَّك، ﷿، أمرني أن أبني له بيتًا. ففال: أطِعْ ربك ﷿. قال: إنه قد أمرني أن تعينني عليه، فقال: إذن أفعل -أو كما قال- قال: فقاما، فجعل إبراهيم يبني، وإسماعيل يناوله الحجارة، ويقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ قال: حتى ارتفع البناء، وضَعُف الشيخ عن نقل الحجارة، فقام على حَجَر المقام، فجعل يناوله الحجارة، ويقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.

هكذا رواه من هذين الوجهين في كتاب الأنبياء.

والعجب أن الحافظ أبا عبد الله الحاكم رواه في كتابه "المستدرك" (٨٠٦) عن أبي العباس الأصم، عن محمد بن سنان الَقزَّاز [١]، عن أبي علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، عن إبراهيم بن نافع، به. وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. كذا قال. وقد رواه البخاري كما ترى، من حديث إبراهيم بن نافع، وكأن فيه اختصارًا، فإنه لم يذكر فيه شأن [٢] الذبح، وقد جاء في الصحيح أن قرني الكبش كانا معلقين بالكعبة، وقد جاء أن إبراهيم كان يزور أهله بمكة على البراق سريعًا، ثم. يعود إلى أهله بالبلاد


(٨٠٦) - لم نعثر عليه عند الحاكم في المستدرك.