للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حين] [١] أهبط الله آدم إلى الأرض، وكان مهبطه بأرض الهند، وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض، فكانت الملائكة تهابه، فنقص إلى ستين ذراعًا، فحزن آدم [٢] إذ فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم، فشكا ذلك إلى الله، ﷿، فقال الله: يا آدم، إني قد أهبطت لك بيتًا تطوف به كما يطاف حول عرشي، وتصلي عنده كما يُصلى عند عرشي، فانطلق إليه آدم، فخرج ومُدّ له في خَطْوه، فكان بين كل خطوتين مفازة؛ فلم تزل تلك المفازة بعد ذلك، فأتى آدم البيت فطاف به، ومن بعده من الأنبياء.

وقال ابن جرير (٨١٦): حدثنا ابن حميد، حدثنا يعقوب القمي [٣]، عن حفص بن حميد، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: وضع الله [٤] البيت على أركان الماء، على أربعة أركان، قبل أن تخلق الدنيا بألفي عام، ثم دحيت الأرض من تحت البيت.

وقال محمد بن إسحاق: حدثني [عبد الله] [٥] بن أبي نجيح، عن مجاهد وغيره من أهل العلم، إن الله لما بوّأ إبراهيم مكان البيت خرج إليه من الشام -وخرج معه بإسماعيل، وبأمّه هاجر، وإسماعيل طفل صغير- يرضع، وحملوا فيما حدّثني على البراق، ومعه جبريل يدله على موضع البيت، ومعالم الحرم، وخرج معه جبريل، فكان لا يمر بقرية إلا قال: أبهذه أمرت يا جبريل؟ فيقول جبريل: امضه، حتى قدم به مكة،: هي إذ ذاك عضاه سَلَم وَسَمُر، وبها أناس يقال لهم: العماليق خارج مكة وما حولها، والبيت يومئذ ربوة حمراء مدرة، فقال إبراهيم لجبريل: أهاهنا أمرت أن أضعهما؟ قال: نعم. فعمد بهما إلى موضع الحجر فأنزلهما فيه، وأمر هاجر أم إسماعيل أن تتخذ فيه عريشًا، فقال: ﴿رَبَّنَا [٦] إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيتِكَ الْمُحَرَّمِ﴾ إلى قوله: ﴿لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾.

وقال عبد الرزاق (٨١٧): أخبرنا هشام بن حسان، أخبرني حميد، عن مجاهد؛ قال: خلق الله موضع هذا البيت قبل أن يخلق شيئًا بألفي سنة، وأركانه في الأرض السابعة وكذا قال ليث بن أبي سليم، عن مجاهد: القواعد في الأرض السابعة.

وقال ابن أبي حاتم (٨١٨): حدَّثنا أبي، أخبرنا [٧] عَمرو بن رافع، أخبرنا [٨] عبد الوهاب ابن


(٨١٦) - رواه ابن جرير ٢٠٤٦ - (٣/ ٦١).
(٨١٧) - رواه ابن جرير في تفسيره ٢٠٤٩ - (٣/ ٦٢) من طريق الحسن بن يحيى، عن عبد الرزاق، به.
(٨١٨) - ابن أبي حاتم ١٢٤١ - (١/ ٣٨٠). وقال محققه: وإسناده ضعيف، ومتنه منكر.