للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما تركوا منه"، فأراها قريبًا من سبعة أذرع.

هذا حديث عبد الله بن عبيد بن عمير. وزاد عليه الوليد بن عطاء: قال النبي - صلى الله عليه. وسلم -: "ولجعلت لها بابين موضوعين في الأرض: شرقيًّا وغربيًّا. وهل تدرين لِمَ كان قومك رفعوا بابها؟ " قالت: قلت: لا. قال: "تعزْزا ألا يدخلها إلا من أرادوا، فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يَدَعُونه حتى يرتقي، حتى إذا كان أن يدخل دفعوه فسقط". قال عبد الملك: فقلت للحارث: أنت سمعتها تقول هذا؟ قال: نعم. قال: فنكت ساعة بعصاه، ثم. قال: وَدِدْت أني تركته وما تحَمَّل.

قال مسلم (٨٢٩): وحدّثناه محمَّد بن عمرو بن جبلة، حدثنا أبو عاصم (ح) [١] وحدّثنا عَبدُ بن حُمَيد، أخبرنا عبد الرزاق -كلاهما عن ابن جريج- بهذا الإسناد، مثل حديث ابن بكر.

قال (٨٣٠): وحدثني محمَّد بن حاتم، حدَّثنا عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن أبي قَزَعَةَ، أن عبد الملك بن مروان، بينما هو يطوف بالبيت إذ قال: قاتل اللهُ ابنَ الزبير؛ حيث يكذب على أم المؤمنين، يقول: سمعتها تقول: قال رسول الله : "يا عائشة، لولا حِدْثَانُ قومك بالكفر، لنقضت الكعبة حتى أزيد فيها من الحِجْرِ، فإن قومك قصروا في البنيان". فقال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: لا تقل هذا يا أمير المؤمنين، فإني [٢] سمعت أم المؤمنين تحدث هذا. قال: لو كنت سمعته قبل أن أهدمه، لتركنه على ما بنى ابن الزبير. فهذا الحديث كالمقطوع به إلى عائشة أم المؤمنين؛ لأنه [٣] قد روي عنها من طرق صحيحة متعددة، عن الأسود بن يزيد، والحارث ابن عبد الله بنع أبي ربيعة، وعبد الله ابن الزبير، وعبد الله بن محمَّد بن أبي بكر الصدّيق، وعروة بن الزبير فدّل هذا على صواب ما فعل [٤]، ابن الزبير، فلو ترك لكان جيدًا.

ولكن بعد ما رجع الأمر إلى هذا الحال، فقد كره بعض العلماء أن يغير عن حاله، كما ذكر عن أمير المؤمنين هارون الرشيد، أو أبيه المهدي، أنه سأل الإِمام مالكا عن هدم الكعبة، وردها إلى [٥]، ما فعله ابن الزبير، فقال له مالك: يا أمير المؤمنين، لا تجعل كعبة الله مَلْعَبَةَ للملوك، لا يشاء أحد أن يهدمها إلا هدمها. فترك ذلك الرشيد.


(٨٢٩) - صحيح مسلم في الحج، برقم (١٣٣٣).
(٨٣٠) - صحيح مسلم في الحج، برقم ٤٠٤ - (١٣٣٣).