"وصاهر شيخنا أبا الحجاج المزي فأكثر عنه. وأفتى ودرس وناظر، وبرع في الفقه والتفسير والنحو. وأمعن النظر في الرجال والعلل".
وقال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة:"ولازم المزي، وقرأ عليه تهذيب الكمال، وصاهره على ابنته وأخذ عن ابن تيمية ففتن بحبه، وامتحن بسببه. وكان كثير الاستحضار، حسن المفاكهة، سارت تصانيفه في البلاد في حياته، وانتفع بها الناس بعد وفاته. ولم يكن على طريقة المحدثين في تحصيل العوالي، وتمييز العالي من النازل ونحو ذلك من فنونهم، وإنما هو من محدثي الفقهاء. وقد اختصر مع ذلك كتاب ابن الصلاح، وله فيه فوائد".
- ونقل السيوطي في ذيل طبقات الحفاظ كلام الحافظ ابن حجر في أنه "لم يكن على طريقة المحدثين … " ثم تعقبه بقوله: "العمدة في علم الحديث؛ معرفة صحيح الحديث وسقيمه، وعللَّه واختلاف طرقه، ورجاله جرحًا وتعديلًا، وأما العالي والنازل ونحو ذلك- فهو من الفضلات، لا من الأصول المهمة". وهذا حق.
وقال السيوطي أيضًا:"له التفسير الذي لم يؤلف على نمطه مثله". يشير إلى هذا التفسير العظيم الذي بين أيدينا.
وقال العلامة العيني- فيما نقل عنه ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة:"كان قدوة العلماء والحفاظ، وعمدة أهل المعاني والألفاظ، وسمع وجمع، وصنف ودرس، وحدث وألف. وكان له اطلاع عظيم في الحديث والتفسير والتاريخ، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهى إليه علم التاريخ والحديث والتفسير. وله مصنفات عديدة مفيدة".
ووصفه الحافظ العلامة شمس الدين بن ناصر، في كتاب "الرد الوافر"- بأنه "الشيخ الإمام العلامة الحافظ، عماد الدين، ثقة المحدثين، عمدة المؤرخين، علم المفسرين".
وقال فيه ابن حبيب -فيما نقل الداودي في طبقات القراء، وابن العماد في "الشذرات": "إمام ذوي التسبيح والتهليل، وزعيم أرباب التأويل، سمع وجمع وصنف، وأطرب الأسماع بأقواله وشنف، وحدَّث وأفاد، وطارت فتاويه إلى البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت إليه رياسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير".
وروى له الحافظ ابن حجر في "إنباء الغمر"، وابن العماد في "الشذرات"- البيتين المشهورين، الذائعين على الألسنة: