للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النفس (٢)، أي: يسبحونه ويحمدونه عدد أنفاسهم، لما يرون من عظيم نعمه عليهم، وكمال قدرته، وعظيم سلطانه، وتوالي مننه، [ودوام إحسانه إليهم] [١]، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٩) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ﴾.

والحمد لله الذي أرسل [٢] رسله ﴿مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾. وختمهم بالنبي الأمي العربي المكي الهادي لأوضح السبل، أرسله إلى جميع خلقه من الإنس والجن من لدن بعثته إلى قيام الساعة، كما قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [لَا إِلَهَ إلا هُوَ] [٣] يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾. وقال تعالى: ﴿لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾.

فمن بلغه هذا القرآن من عرب وعجم، وأسود وأحمر، وإنس وجان فهو نذير له؛ ولهذا قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ﴾. فمن كفر بالقرآن ممن ذكرنا فالنار موعده بنصِّ الله تعالى، وكما قال تعالى: ﴿فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيثُ لَا يَعْلَمُونَ (٤٤) وَأُمْلِي لَهُمْ﴾. وقال رسول الله : (بعثت إلى الأحمر والأسود" (٣).


= وأما حديث علي بن أبي طالب فرواه مسلم برقم (٧٧١)، وأبو داود في الصلاة، باب: ما يستفتح به الصلاة من الدعاء برقم (٧٦٠)، والترمذي في الصلاة، باب: ما يقول الرجل إذا رفع رأسه من الركوع، وفي الدعوات برقم (٣٤٢١، ٣٤٢٢)، وهو عند أحمد برقم (٧٣١، ٨٠٥)، ورواه الدارمي برقم (١٣١٤).
وأما حديث البراء فرواه مسلم في الصلاة برقم (٤٧١).
وأما حديث أبي جحيفة فرواه ابن ماجه في إقامة الصلاة، باب: ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع برقم (٨٧٩).
(٢) - رواه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها -من صحيحه- برقم (٢٨٣٥) من حديث الأعمش عن أبي سفيان عن جابر.
(٣) - رواه مسلم من حديث جابر في المساجد -من صحيحه- برقم (٥٢١)، وكذا رواه أحمد برقم (١٤٣٠٥). ورواه أحمد من حديث ابن عباس برقم ٢٢٥٦، ٢٧٤٢ - (١/ ٢٥٠، ٣٠١)، ورواه أحمد من حديث أبي موسى برقم ١٩٧٨٩ - (٦/ ٤١٤)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٢٦١) =