للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (٧): حدثنا أبو كريب، حدَّثنا جابر بن نوح، حدثنا الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق؛ قال: قال عبد الله -يعني ابن مسعود-: والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت، وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته.

وقال الأعمش (٨) أيضًا عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.

وقال أبو عبد الرحمن السلمي (٩): حدَّثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي ، فكانوا [١] إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا [٢] بما فيها من العمل؛ فتعلمنا القرآن والعمل جميعًا.

ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله ، وترجمان القرآن، ببركة [٣] دعاء رسول الله له حيث قال: "اللهم؛ فقهه في الدين،


= وقد قال بعض أئمة الحديث: إذا رأيت شعبة في إسناد حديث فاشدد يديك به.
قال أبو بكر الخطيب: وقد قيل: إن عبادة بن نسي رواه عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ، وهذا إسناد متصل ورجاله معروفون بالثقة على أن أهل العلم قد نقلوه واحتجوا به فوقفنا بذلك على صحته عندهم، كما وقفنا على صحة قول رسول الله "لا وصيه لوارث" وقوله في البحر: " هو الطهور ماؤه والحل ميتته" وقوله: "إذا اختلف المتبايعان في الثمن والسلعة قائمة تحالفا وترادا البيع" وقوله: "الدية على العاقلة" وإن كانت هذه الأحاديث لا تثبت من جهة الإسناد ولكن لما نقلها الكافة عن الكافة غنوا بصحتها عندهم عن طلب الإسناد لها، فكذلك حديث معاذ لما احتجوا به جميعا غنوا عن طلب الإسناد له، انتهى كلامه.
(٧) - صحيح رواه الطبري ٨٣ - (١/ ٨٠). وجابر بن نوح: قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو داود: ما أنكر حديثه. وقال ابن حبان: لا يحتج به. وقال النسائي: ليس بالقوي. إلا أنه توبع، تابعه حفص بن غياث بن طلق عند البخاري فقد رواه في فضائل القرآن -من صحيحه- برقم (٥٠٠٢) ولفظه عنده: " … تبلغه الإبل لركبت إليه".
(٨) - صحيح رواه الطبري بإسناده إلى الأعمش حديث ٨١ - (١/ ٨٠).
(٩) - رواه الطبري- برقم ٨٢ - (١/ ٨٠) من رواية جرير، عن عطاء بن السائب، وعطاء اختلط، وجرير ممن روى عنه بعد الاختلاط -وأبو عبد الرحمن السلمي اسمه عبد الله بن حبيب هو من كبار التابعين.