للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- قلت: وكم رأينا من منكرات تقع في بيوت الله - تعالى - فى مثل هذه الأعراس - كم رأينا من عروس تزف بما يعرف بـ "الفرقة الإسلامية "، والتي تحمل المعازف المحرمة، على أبواب المسجد?

- وكم رأينا عروس تزف بثياب شبه عارية، قد أخذت زخرفها وأزيَّنت تسر الناظرين ,ثم تدخل بمثل هذه الثياب إلى المسجد.

- وكم رأينا من نساء حُيَّض قد دخلن المسجد ومكثن فيه من أجل هذه الأعراس.

- وكم رأينا من نساء- من أقارب الزوجين - يأتين إلى العُرس متعطرات متبرجات، وهنَّ يلبسن ما يعرف بـ " فساتين السهرة " وقد علت أصواتهنَّ بصوت "الزغاريد"، وهذا عين ما نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فقال: {إذا شهدتْ إحداكنَّ المسجد فلا تمسّ طيّباً}. (١)


(١) أخرجه مسلم (٤٤٣)
فائدة: في حكم "الزغاريد": فقد وردفي "فتاوى اللجنة الدائمة" (١٩/ ١١٦) ما نصه:
إن كانت هذه الزغاريد بمحضر من الرجال، أو كانت بصوت مرتفع، بحيث يصل إلى مكان الرجال، : فلا تجوز، لما يحصل فيها من تمطيط الصوت، والخضوع به على وجه يحصل التلذذ بسماعه، والفتنة به، لا سيما إنْ عرف صاحبه،
قال الخرشي "قال النَّاصِرُ اللَّقَانِيِّ فِي فَتَاوِيهِ: رَفْعُ صَوْتِ الْمَرْأَةِ الَّتِي يُخْشَى التَّلَذُّذُ بِسَمَاعِهِ لَا يَجُوزُ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ لَا فِي الْجِنَازَةِ وَلَا فِي الْأَعْرَاسِ، سَوَاءٌ كَانَ زَغَارِيتَ أَمْ لَا ". ا. هـ.
وورد في "شرح مختصر خليل" (١/ ٢٧٥). ولأجل صعوبة التحكم في الصوت الخارج بها، بحيث لا يصل إلى مكان الرجال، وما يحصل فيه من تمطيط الصوت، والرنة به، صرح بعض أهل العلم بالمنع منها. ا. هـ
وسُئل ابن جبرين -رحمه الله-:
في الأفراح والمناسبات السعيدة اعتاد النساء على إطلاق الصيحات التي تسمى بـ (الزغاريد) فما حكم الشرع في هذا؟
فأجاب: "لا تجوز هذه الصيحات، فالمرأة لا ترفع صوتها؛ فهو عورة عند الرجال؛ بدليل منعها من الأذان، ومن رفع الصوت بالتلبية؛ فعلى هذا يجوز لهن عند قدوم العروس التهنئة لها، والسلام عليها، والتبريك، والدعاء للزوجين بالخير والسرور، والسعادة الدائمة، بدون رفع صوت، وبدون زغاريد" انتهى من موقع الشيخ ابن جبرين رحمه الله.
وقال الشيخ الفوزان حفظه الله: "لا يجوز للمرأة رفع صوتها بحضرة الرجال؛ لأن في صوتها فتنة؛ لا بالزغرطة، ولا غيرها، ثم إن الزغرطة ليست معروفة عند كثير من المسلمين لا قديمًا ولا حديثًا؛ فهي من العادات السيئة التي ينبغي تركها، ولما تدل عليه أيضًا من قلة الحياء" انتهى."المنتقى من فتاوى الفوزان" (٦٠/ ١٠).

<<  <   >  >>