(٢) قال الإمامُ القرطبي ﵀: ﴿إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ أي: في العبادة، [الجامع لأحكام القرآن (١٣/ ١١٦)]. وقال الإمام البغوي ﵀: ﴿إِذْ نُسَوِّيكُمْ﴾ نعدِلُكم، ﴿بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فنعبدُكم، (معالم التنزيل ٣/ ٣٦٤). قال العلامةُ السعدي ﵀: وهم لم يسوُّوهم برب العالمين إلا في العبادة، لا في الخلق؛ بدليل قولهم: ﴿بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، إنهم مُقرُّون أنَّ اللهَ ربُ العالمين كلِّهم؛ الذين مِنْ جُملتِهم أصنامُهم وأوثَانُهم، [تيسير الكريم الرحمن (٣/ ١٢٢٣)]. (٣) قال الإمامُ ابنُ جرير الطبري ﵀: يجْعلونَ لهُ شَرِيكًا في عِبادتِهم إيَّاه، فيَعبدُونَ معه الآلهةَ والأنْدادَ والأصْنامَ والأوْثانَ، وليس مِنها شيءٌ شَرَكَهُ في خَلَقِ شيءٍ مِنْ ذلكَ … ، يُقالُ مِنْ مُساواةِ الشَّيءِ بالشَّيءِ: عَدَلْتُ هذا بِهذا، إذَا سَاوَيْتَهُ بِهِ عَدْلًا، [تفسير الطبري (٩/ ١٤٦ - ١٤٧)]. وقال العلامةُ السعدي ﵀: أي يعْدِلون به سواه، يسوُّونهم به في العبادة والتعظيم، مع أنَّهم لم يُساووا اللهَ في شيءٍ مِنْ الكمال، وهم فقراءُ، عاجزونَ، ناقصونَ مِنْ كل وجه، [تيسير الكريم الرحمن (١/ ٤٦٠)]. (٤) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (١/ ٦٢).