للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تعريف [الشِّرك الأكبر]

* الأول: الشِّرك الأكبر: وعُرِّف بتعاريف، أحسنُها: أنه: «تسويةُ غيرِ اللهِ بالله فيما هو من خصائص الله» (١).

قال اللهُ تعالى: ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٩٧) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء: ٩٧ - ٩٨] (٢)، وقال تعالى: ﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ [الأنعام: ١]، بمعنى: أنهم يسوُّون به غيره (٣)، وقال تعالى: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٢]، قال ابن عباس : «الأندادُ الشِّركُ»، رواه ابن أبي حاتم بسند حسن (٤).

تعريف [الشِّرك الأصغر]

* الثاني: الشِّركُ الأصغر: وعُرِّف بتعاريفَ، أحسنُها: «ما كان وسيلةً وذريعةً للشِّركِ الأكبر مِنْ الأفعال والأقوال والاعتقادات، وجاء تسميتُه في النَّصِ شركًا، ولم


(١) قال الشيخ ابن سعدي : فإنَّ حدَّ الشِّرك الأكبر، وتفسيرَه الذي يجمعُ أنواعَه وأفرادَه: (أنْ يصرفَ العبدُ نوعًا مِنْ أفراد العبادة لغير الله)، فكل اعتقادٍ، أو قولٍ، أو عملٍ، ثبت أنه مأمورٌ به من الشارع، فصرْفُه لله وحده توحيدٌ وإيمانٌ وإخلاصٌ، وصرْفُه لغيره شركٌ وكفرٌ. فعليك بهذا الضابط للشِّرك الأكبرِ الذي لا يشذُّ عنه شيءٌ. ا. هـ. [القول السديد شرح كتاب التوحيد، (ص: ١٢١)].
(٢) قال الإمامُ القرطبي : ﴿إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ أي: في العبادة، [الجامع لأحكام القرآن (١٣/ ١١٦)]. وقال الإمام البغوي : ﴿إِذْ نُسَوِّيكُمْ﴾ نعدِلُكم، ﴿بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فنعبدُكم، (معالم التنزيل ٣/ ٣٦٤).
قال العلامةُ السعدي : وهم لم يسوُّوهم برب العالمين إلا في العبادة، لا في الخلق؛ بدليل قولهم: ﴿بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، إنهم مُقرُّون أنَّ اللهَ ربُ العالمين كلِّهم؛ الذين مِنْ جُملتِهم أصنامُهم وأوثَانُهم، [تيسير الكريم الرحمن (٣/ ١٢٢٣)].
(٣) قال الإمامُ ابنُ جرير الطبري : يجْعلونَ لهُ شَرِيكًا في عِبادتِهم إيَّاه، فيَعبدُونَ معه الآلهةَ والأنْدادَ والأصْنامَ والأوْثانَ، وليس مِنها شيءٌ شَرَكَهُ في خَلَقِ شيءٍ مِنْ ذلكَ … ، يُقالُ مِنْ مُساواةِ الشَّيءِ بالشَّيءِ: عَدَلْتُ هذا بِهذا، إذَا سَاوَيْتَهُ بِهِ عَدْلًا، [تفسير الطبري (٩/ ١٤٦ - ١٤٧)].
وقال العلامةُ السعدي : أي يعْدِلون به سواه، يسوُّونهم به في العبادة والتعظيم، مع أنَّهم لم يُساووا اللهَ في شيءٍ مِنْ الكمال، وهم فقراءُ، عاجزونَ، ناقصونَ مِنْ كل وجه، [تيسير الكريم الرحمن (١/ ٤٦٠)].
(٤) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (١/ ٦٢).

<<  <   >  >>