للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

موسى، وأنه قد يكون للولي في المكاشفةِ والمخاطبةِ ما يستغني به عن متابعةِ الرسلِ في عمومِ أحوالِه أو بعضِها، وكثيرٌ منهم يُفضِّل الوليَّ في زعمِه، إما مطلقًا، وإما مِنْ بعض الوجوه على النبيِّ زاعمين أنَّ في قصةِ الخضرِ حُجةً لهم، وكلُّ هذه المقالات مِنْ أعظمِ الجهالاتِ والضلالاتِ، بل مِنْ أعظمِ أنواعِ النفاقِ والإلحادِ والكفرِ» (١).

هل يصح الاحتجاج بقصة الخضر مع موسى ، على جواز الخروج عن شريعة نبينا محمد ؟

وقال : « … ومن احتج في ذلك بقصة موسى مع الخضر كان غالطًا من وجهين:

أحدهما: أن موسى لم يكن مبعوثًا إلى الخضر، ولا كان على الخضر اتباعه، فإنَّ موسى كان مبعوثًا إلى بني إسرائيل، وأما محمدٌ فرسالته عامَّة لجميع الثقلينِ الجنِّ والإنسِ.

الثاني: أنَّ ما فعله الخضرُ لم يكن مخالفًا لشريعةِ موسى؛، وموسى لم يكن عَلِمَ الأسبابَ التي تبيح ذلك، فلما بيَّنها له، وافقَه على ذلك» (٢).

ولهذا قال الخضرُ لموسى : «يَا مُوسَى، إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللهِ، عَلَّمَنِيهِ اللَهُ لَا تَعْلَمُهُ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللهِ، عَلَّمَكَهُ اللهُ لَا أَعْلَمُهُ» (٣).

هل يختص أحدٌ من هذه الأمة بشيء من الأحكام الشرعية؟

وكما أسلفنا أنَّ الناسَ فيما يتعلق بأقضيةِ اللهِ الشرعيةِ الدينيةِ كلَّهم سواء، ولا يختص أحدٌ بالأحكامِ الشرعيةِ إلا النبي ، وما ورَد في تخصيصِ بعض الصحابة ببعضِ الأحكامِ الشرعية كما في قصةِ أبي بردة ، وما جاء في قصةِ سالم


(١) مجموع الفتاوى (١١/ ٤٢٢).
(٢) المصدر السابق (١١/ ٢٦٣ - ٢٦٤).
(٣) رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديثُ الخضر مع موسى ، رقم (٣٤٠١)، ومسلم في كتاب الفضائل، باب مِنْ فضائل الخضر ، رقم (٢٣٨٠)، من حديث عبد الله بن عباس .

<<  <   >  >>