للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«ومِنْه: الذَّبحُ لغيرِ اللهِ، [١] … »

الْخَاسِرِينَ﴾ [الزمر: ٦٥].

وبالإجماع أن العمل لا يحبط مع الشرك الأصغر، وإنما يحبط مع الشرك الأكبر، فكذلك تحريم الجنة إنما يكون خاصا بالشرك الأكبر، وهذا هو القول الأقرب، لكن يجب على المسلم أن يخافَ على نفسه الشرك، فإبراهيم؛ خاف على نفسِه الشركَ، وهو إمامُ الحنفاء، ففي دعائه قال: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾ [إبراهيم: ٣٥]، أي: اجعلني في جانبٍ، وعبادةَ الأصنامِ في جانب، فسألَ اللَه البُعدَ عن الشركِ ووسائلِه.

والنبي قال: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ» (١)، فمن تمامِ التوحيدِ أنْ يخافَ المسلمُ على نفسِه الشركَ، وأن يكون دائمًا وأبدًا معلِّقًا قلبَه باللهِ ﷿.

[١] قال المؤلف رحمه الله تعالى: «ومِنْه: الذَّبحُ لغيرِ اللهِ، … »

* قوله: «ومِنْه: الذَّبحُ لغيرِ اللهِ … »:

علة التنصيص على الذَّبح

أي: مِنْ الشرك الأكبر، الذي هو ناقض من نواقض الإسلام: «الذبح لغير الله ﷿»، وإنما نصَّ المؤلف على هذه العبادة «الذبح»؛ لكثرة الذبح لغير الله، وما يحصلُ حولَ الأضرحة والقبور، ونحو ذلك.

أقسام الذَّبح

والذبح ينقسم إلى أقسام:

١ - الذَّبح التعبدي، وأنواعه

القسم الأول: الذبح التعبدي: الذي هو عبادة، وهو الذبحُ لله ، وهو: «إراقةُ الدَّم تقربًا لله »، ويدخل في ذلك: [ذبحُ الأضاحي، ذبحُ الهدَايا (٢)، ذبحُ النُّذور، ذبحُ العقِيقة]، وهذا النَّوع مِنْ الذبح يُؤجرُ عليه العبد.


(١) تقدم تخريجه.
(٢) الهَدايا: أي الهدْي، وهو ما يُهدى إلى الكعبة مِنْ بهيمة الأنعام في الحج؛ ليُذبَح بمكةَ تقربًا إلى الله تعالى.

<<  <   >  >>