(٢) قال الحافظُ ابنُ حجر ﵀: «قال القرطبي: كان ابن صياد على طريقةِ الكهنةِ، يخبرُ بالخبرِ، فيصحُّ تارةً، ويفسدُ أخرى، فشاع ذلك، ولم ينزِلْ في شأنِه وحيٌ، فأراد النبيُّ ﷺ سلوكَ طريقةٍ يختبرُ حالَه بها، أي: فهو السببُ في انطلاقِ النبيِّ ﷺ إليه». ا. هـ من (فتح الباري ٦/ ٢٠٨). وقال الإمامُ النووي ﵀: «قال الخطابى: وأما امتحانُ النبيِّ ﷺ بما خبَّأه له مِنْ آيةِ الدخان، فلأنَّه كان يبْلغُه ما يدَّعيه مِنْ الكهانةِ، ويتعاطاه مِنْ الكلام في الغيب؛ فامتحنَه، ليعلمَ حقيقةَ حالِه، ويُظهِر إبطالَ حالِه للصحابة، وأنه كاهنٌ ساحرٌ، يأتيه الشيطان فيُلقى على لسانِه ما يُلقيه الشياطينُ إلى الكهنة، فامتحنَه باضمارِ قولِ الله تعالى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ [الدخان: ١٠]» ا. هـ. من (شرح مسلم ١٨/ ٤٨). (٣) قال الموفَّق ﵀: «هاتان الروايتان في ثبوت حكم التوبة في الدنيا من سقوط القتل ونحوه، فأما فيما بينه وبين الله تعالى وسقوط عقوبة الدار الآخرة عنه فيصِح». ا. هـ. (المغني ١٢/ ٣٠٣).