للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

* كذلك أيضًا مِنْ صور موالاتهم المحرمة (١):

[حكم الخدمة الذاتية للكفار]

و- جعلُهم رؤساءَ على المسلمين، وخدمتُهم الخدمةَ الذاتية:

كأنْ يخدمهم في غسل ملابسهم، وطبخ طعامهم، وتنظيف بيوتهم، فنقول بأنَّ هذا «لا يجوز»، وكذلك جعلهم رؤساءَ على المسلمين في الأعمال، فنقول بأنَّ هذا «لا يجوز»؛ لقول الله ﷿: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾ [النساء: ١٤١]، والإسلامُ يعلو، ولا يُعلى عليه.

ز- تركُهم يُظهِرون شعائرَ دينهم، مِنْ شُرب الخمر، أو أكْل الخنزير، أو ضرْب النَّاقوس، ونحو ذلك.

[صور لا تدخل في موالاة الكفار]

* وهناك صور لا تدخل في موالاة الكفار، ومن ذلك:

١ - التهنئة فيما يتعلق بمناسباتهم الدنيوية كما تقدَّم.

[حالات الإهداء وعيادة غير المسلمين، وحكمها]

٢ - ما يتعلق بعيادتِهم، والإهداءِ إليهم، أي زيارتُهم إذا مرِضُوا، ومبادلتُهم الهدايا، ونحو ذلك، نقول بأنَّ هذا كما سلف يجوز في حالتين:

= الحالة الأولى: إذا كان هذا عن طريق المكافأة، بمعنى أنهم أهْدوا إلى المسلمين، فلا بأس بأنَّ يُهدَى لهم، ويدل لذلك أنَّ النبي ، قَبِل هدايا المشركين، وقبِلَ هديةَ اليهوديةِ في الشَّاةِ المصْلِية (٢)، وكما أسلفنا أنَّ النبيَّ ، عادَ الغلامَ اليهوديَّ الذي


(١) ومن مظاهر موالاتهم أيضًا: («الإقامة في بلادهم، وعدم الانتقال منها إلى بلد المسلمين؛ لأجل الفرار بالدين»، و «السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس»، و «التأريخ بتأريخهم، خصوصا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم»، و «مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون نظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد»، و «التسمي بأسمائهم»، و «الاستغفار لهم والترحم عليهم»). ا. هـ. مختصرا مِنْ كتاب الإرشاد إلى تصحيح الاعتقاد، والرَّدُ على أهل الشِّرك والإلحاد، (ص: ٤٢٤ - ٤٣٠).
(٢) روى البخاري في كتاب الهبة، باب قبول الهدية من المشركين، برقم (٢٦١٧)، ومسلم في كتاب السلام، باب السُّم، رقم (٢١٩٠)، عن أنسٍ قال: «أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتِ النَّبِيَّ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا»، وعند البخاري (٤٢٤٩) عن أبي هريرة قال: «أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ».

<<  <   >  >>