للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثَابتٍ المَسْجِدَ فَوَجَد النَّاسَ رُكُوعَاً، فَمَشَى حتَّى إذا أَمْكَنَهُ أَن يَصِلَ إلى الصَّفِّ رَكع" [٥٦٩] (١)، وذَكَرَ بَاقِي الحَدِيثِ، لم يَرْو يحيى: "حتَّى إذا أَمْكَنَهُ أَنْ يَصِلَ إلى الصَّفِّ"، والذي رَوَى ابنُ بُكَيْرٍ فَسَّرَهُ إسْمَاعِيلُ القَاضِي (٢) قَالَ: مَنْ دَخَلَ المَسْجِدِ فَوَجَدَ النَاسَ رُكُوعَاً أَنَّهُ لا يَرْكَعُ إلَّا إذا طَمَعَ أَنْ يَصِلَ إلى الصَّفِّ ولا يَرْكَعُ إذا بَعُدَ مِنَ الصَّفِّ وإنْ خَشِيَ أَنْ تَفُوتُهُ الرَّكْعَةُ.

وقالَ ابنُ القَاسِمِ عَنْ مَالِك فِيمَنْ دَخَلَ المَسْجدَ فَوَجَدَ الإمَامِ رَاكِعَاً فَلْيَرْكَعْ إنْ خَشِيَ أَنْ يَرْفَعَ الإمَامِ رَأْسَهُ إذا كَانَ قَرِيباً مِنَ الصَّفَّ يَطْمَعُ إذا رَكَعَ فَدَبَّ رَاكِعَاً قَبْلَ أنْ يَصِلَ إلى الصَّفِّ.

* قالَ أَبو مُحَمَّد: إنَّمَا سَكَتَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عنْ جَوَابِ بَشِيرِ بنِ [سَعْد] (٣) حَيْثُ قالَ لَهُ: "كيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ" [٥٧٣] حَيَاء مِنْهُ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يثني على نَفْسِهِ، لُمَّ عَلَّمَهُم كَيْفَ يَصَلُّوا عليهِ.

وقَوْلُهُ في آخِرِ الحَدِيثِ: "والسَّلاَمُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ" يعنِي: السَّلاَمَ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبيُّ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ.

وقالَ مَالِكٌ: لا يُصَلَّى على غَيْرِ نَبِيٍّ (٤)

* وَقَعَ في مُوطَّأ ابنِ بُكَيْرٍ (أَنَّ عبدَ اللهَ بنَ عُمَرَ كَانَ يَقِفُ على قَبْرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -


(١) لم أقف على هذه الرواية في موطا ابن بكير، كما أني لم أجد هذه الرواية في مسند الموطا للجوهري، ولا في أطراف الموطأ للداني، ولم أعثر عليها أيضا في التمهيد.
(٢) هو إسماعيل بن إسحاق القاضي، الإِمام العلامة الفقيه الناقد صاحب التصانيف العظيمة، ومنها كتاب (أحكام القرآن) الذي صدر مؤخرا بتحقيقي، توفي هذا الإِمام سنة (٢٨٢).
(٣) جاء في الأصل: سعيد، وهو خطأ، وهو بشير بن سعد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، والد النعمان بن بشير.
(٤) ذكر ابن عبد البر في التمهيد ١٧/ ٣٠٥ بان الصلاة على كل أحد جائزة من كل أحد اقتداء برسول الله - عليه السلام - الذي يمتثل قول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم}.

<<  <  ج: ص:  >  >>