للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقَوْلُهُ في الدَّجَّالِ: "كأنَّ عَينَهُ عِنَبةٌ طَافِيَةٌ"، قَالَ الأَخْفَشُ: يَعْنِي كَأَنَّهَا عَنَبَةٌ قَدْ طَفَتْ وامْتَلأَتْ وبَرَزَتْ.

وقالَ غَيْرُهُ: "كَأَنَّها عَنَبَةٌ طَافِيَةٌ"، يَعْنِي: قَدْ ذَهَبَ ضَوْئُهُا وتَغَيَّضَتْ، ومِنْهُ قِيلَ لَهُ: المَسِيحُ، لأَنَّهُ مَمْسُوحُ العَيْنِ.

* قالَ أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ: أَوْقَفَ مَالِكٌ حَدِيثَ أَبي هُرَيْرَةَ: "خَمسٌ مِنَ الفِطْرَةِ"، إلَّا أَنَّهُ يدخلُ في المُسْنَدَاتِ، لِقَوْلهِ: "الفِطْرَةِ" وَهِيَ السُّنَّةُ الَّتي سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَرَوَاهُ ابنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ"، وذَكَرَ الحَدِيثَ وأَسْنَدَهُ (١).

الخِتَانُ سُنَّة في الرِّجَالِ، وأَوَّلُ مَنْ فَعَلَهُ إبْرَاهِيمُ - صلى الله عليه وسلم -.

وقالَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ حَبيبٍ: أَوَّلُ مَنْ شَابَ إبْرَاهِيمُ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَأَلَ الله -جَلَّ وَعَزَّ- عَنْ مَعْنَى الشَّيْبِ، فَأَوْحَى اللهُ -جَلَّ وَعَزَّ- إليهِ أَنَّهُ وَقارٌ (٢).

وكَرِهَ مَالِكٌ حَلْقَ الشَّارِبِ كُلَّهُ وعَابَهُ، ورَأَهُ مُثْلَةً، وقَدْ كَانَ عُمَرُ بنُ الخَطَّاب -رَحْمَهُ اللهِ عَلَيْهِ- إذا أَكْرَبَهُ أَمْرٌ فتَلَ شَارِبَهُ، ولَوْ كَانَ مَحْلُوقَاً مَا وَجَدَ مَا يَفْتِلُ مِنْهُ (٣).

* * *


(١) رواه البخاري (٥٥٥٠)، ومسلم (٢٥٧)، بإسنادهما إلى سفيان بن عيينة به.
(٢) رواه ابن عبد البر في التمهيد ٢٢/ ١٣٩ من قول سعيد بن المسيب.
(٣) رواه أحمد في كتاب العلل ٢/ ٧٣، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ١/ ١٠٠، بإسنادهما إلى عبد الله بن الزبير به.

<<  <  ج: ص:  >  >>