للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بيوتكم قبوراً، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم»: "وفي الحديث دليل على منع شد الرحال إلى قبره - صلى الله عليه وسلم -، وإلى غيره من القبور والمشاهد، لأن ذلك من اتخاذها أعياداً، بل من أعظم أسباب الإشراك بأصحابها، كما وقع من عباد القبور الذين يشدون إليها الرحال، وينفقون في ذلك الكثير من الأموال، وليس لهم مقصود إلا مجرد الزيارة للقبور تبركاً بتلك القباب والجدران فوقعوا في الشرك" (١).

هـ- أما المسائل التي اكتفى فيها جمال الدين السرمري رحمه الله بذكر الأدلة في النهي عنها، فهي: السحر، الحلف بغير الله، تجصيص القبور، والبناء عليها، واتخاذها مساجد، ونحو ذلك من المسائل.

وبالجملة لم أقف على كلام كثير للإمام جمال الدين السرمري رحمه الله في تقرير مسائل

هذا النوع من أنواع التوحيد، حتى إنه أهمل ذكره في منظومته البديعة (نهج الرشاد في نظم الاعتقاد)، مع أنه ذكر فيها جل مباحث الاعتقاد، وقد يكون توسع في تقرير مسائل توحيد الألوهية في كتبه الأخرى التي لم أقف عليها، ككتابه (صحاح الأحكام وسلاح الحكام) فإنه "جمعه في قوله عليه الصلاة والسلام: «بني الإسلام على خمس ... الخ» " (٢)، والله أعلم.


(١) تيسير العزيز الحميد، ص ٣١٢.
(٢) كشف الظنون (٢/ ١٠٧٠).

<<  <   >  >>