للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو مع الاثنين أبعد، من أراد بحبوبة الجنة فيلزم الجماعة ... » (١).

وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من فارق الجماعة شبراً فقد خلع ربقة

الإسلام من عنقه» (٢).

وقد ذكر الإمام جمال الدين السرمري فيما يندرج تحت هذا المبحث الأحاديث الواردة بلزوم الجماعة والنهي عن الفرقة في فصل قتال الخوارج والبغاة (٣).

وما أشار إليه الإمام جمال الدين السرمري هو منهج أهل السنة والجماعة في هذا الباب.

قال الإمام البربهاري: "اعلموا أن الإسلام هو السنة، والسنة هي الإسلام، ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر، فمن السنة لزوم الجماعة، فمن رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وكان ضالاً مضلاً" (٤).

وقد عقد الإمام الآجري باباً في ذكر الأمر بلزوم الجماعة والنهي عن الفرقة، ومما قال فيه: " أمرنا - عز وجل - بلزوم الجماعة، ونهانا عن الفرقة، وكذلك حذرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - من الفرقة وأمرنا بالجماعة، وكذلك حذرنا أئمتنا ممن سلف من علماء المسلمين كلهم يأمرون بلزوم الجماعة، وينهون عن الفرقة" (٥).

كما عقد أيضاً الإمام اللالكائي فصلاً في سياق ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحث على اتباع الجماعة والسواد الأعظم والوعيد عن مفارقة الجماعة.


(١) أخرجه الترمذي (٤/ ٤٦٥) ح ٢١٦٥، وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب".
(٢) أخرجه أبو داود (٤/ ٢٤١)، كتاب السنة، باب في قتل الخوارج، ح ٤٧٥٨؛ قال الألباني: "صحيح". انظر: صحيح سنن أبي داود (٣/ ١٦٧).
(٣) إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة، ص ٥٤٧ - ٤٥٨.
(٤) شرح السنة، ص ٢١.
(٥) الشريعة (١/ ٢٧٦).

<<  <   >  >>