للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرصفي (١)، ومصطفى صادق الرافعي (٢)، أما المرصفي فهو إمام العربية في زمانه، وكان له أكبر الأثر في تشكيل ملكة التذوق والنقد لدى محمود (٣).

أما الرافعي فقد ملك على محمود نفسه، ورأى فيه الأديب "الذي شارك الأوائل عقولَهم بِفكْرِهِ، ونَزعَ إليهم بحَنينه، وفَلَجَ أهل عصره بالبيان حين استعجمت قلوبُهم، وارتَضَختْ عَربيتُهم لُكْنَةً غير عربية" (٤).

وطَفَحَ قلب محمود بحب الرافعي فَطَفِقَ يقول: "وتبدت لي إنسانيةُ هذا الرجل كأنها نغمة تجاوب أختها في ذلك الأديب الكاتب الشاعر، وظفرت بحبيب يحبني وأحبه؛ لأن القلب هو الذي كان


(١) هو: سيد بن علي المرصفي الأزهري، إمام من أئمة الأدب واللغة، مصري، كان من جماعة كبار العلماء في الأزهر، من آثاره: رغبة الآمل شرح الكامل. توفي سنة ١٩٣١ م. انظر: الأعلام (٣/ ١٤٧).
وألمع زكي مبارك إلى جوانب من شخصية المرصفي في كتابه البدائع (١/ ٦٤ - ٧٩).
(٢) هو: مصطفى صادق بن عبد الرازق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي، عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب، أصله من طرابلس الشام، أصيب بصمم، وكان شِعْرُه نقي الديباجة على جفاف في أكثره، ونثره من الطراز الأول، توفي بطنطا سنة ١٣٥٦ هـ، ومن كتبه: وحي القلم، تاريخ آداب العرب، المساكين، وغيرها.
انظر: الأعلام (٧/ ٢٣٥)، و (حياة الرافعي) للعريان، ومقدمة كتاب الرافعي (على السّفود).
(٣) انظر: محمود محمد شاكر الرجل والمنهج، لعمر القيَّام (ص ٣٩).
(٤) تقدمة محمود شاكر لكتاب حياة الرافعي لمحمد سعيد العريان (ص ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>