[عبد الرحمن السديس]
هو من طلاب العلم العاملين، والقرّاء المجوّدين، والخطباء المفوّهين، الفصحاء البلغاء المؤثرين، من أعلام القرآن والقراءات المعاصرين.
عُرف عَلمُنا بغيرته الدائمة على كل ما يتعلق بالعقيدة الصحيحة، وبحرصه الدائم على الدعوة لها، وعلى النصح لله.
ومن أظهر صفاته الخُلقية: تواضعه، وزهده، وصفاء نفسه.
ومن أشهر صفاته الخَلقية: صوته الجهوري القوي.
إنه: الشيخ عبد الرحمن السديس، إمام الحرم المكي الشريف.
فمن هو الشيخ عبد الرحمن السديس؟
هو: أبوعبد العزيز عبد الرحمن ابن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله، (الملقب بالسديس) ، ويرجع نسبه إلى (عنزة) القبيلة المشهورة.
ولد في الرياض عام ١٣٨٢هـ وهو من محافظة البكيرية بمنطقة القصيم.
حفظ القرآن الكريم في سن الثانية عشرة، حيث يرجع الفضل في ذلك ـ بعد الله ـ لوالديه، فقد ألحقه والده في جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض، بإشراف فضيلة الشيخ عبد الرحمن ابن عبد الله آل فريان، ومتابعة الشيخ المقرىء محمد عبد الماجد ذاكر، حتى منّ الله عليه بحفظ القرآن الكريم على يد عدد من المدرسين في الجماعة، كان آخرهم الشيخ محمد علي حسان.
نشأته ودراسته
نشأ في الرياض، والتحق بمدرسة المثنى بن حارثة الابتدائية، ثم بمعهد الرياض العلمي، وكان من أشهر مشايخه فيه: الشيخ عبد الله المنيف، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن التويجري، وغيرهما.
تخرج في المعهد عام ١٣٩٩هـ، بتقدير (ممتاز) ومن ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض، وتخرج فيها عام ١٤٠٣هـ، وكان من أشهر مشايخه في الكلية:
(١) الشيخ صالح العلي الناصر (رحمه الله) .
(٢) الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ (المفتي العام بالمملكة) .
(٣) د. الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم.
(٤) د. الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن ابن جبرين.
(٥) الشيخ عبد العزيز الداود.
(٦) الشيخ فهد الحمين.
(٧) الشيخ د. صالح بن غانم السدلان.
(٨) الشيخ د. عبد الرحمن بن عبد الله الدرويش.
(٩) الشيخ د. عبد الله بن علي الركبان.
(١٠) الشيخ د. عبد العزيز بن عبد الرحمن الربيعة.
(١١) الشيخ د. أحمد بن علي المباركي.
(١٢) الشيخ د. عبد الرحمن السدحان.
اشتغاله بالعمل الجامعي
عُين معيداً في كلية الشريعة، بعد تخرجه فيها في قسم أصول الفقه، واجتاز المرحلة التمهيدية (المنهجية) بتقدير (ممتاز) .
وكان من أشهر مشايخه فيه العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان.
عمل إماماً وخطيباً في عدد من مساجد مدينة الرياض، كان آخرها مسجد (جامع) الشيخ العلامة عبد الرزاق العفيفي (رحمه الله) .
إلى جانب تحصيله العلمي النظامي في الكلية قرأ على عدد من المشايخ في المساجد، واستفاد منهم، يأتي في مقدمتهم:
(١) سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز ابن باز (رحمه الله) .
(٢) والشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي (رحمه الله) .
(٣) والشيخ د. صالح الفوزان.
(٤) والشيخ عبد الرحمن بن ناصر البرّاك.
(٥) والشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي، وغيرهم (جزاهم الله خير الجزاء) .
عمل إضافة إلى الإعادة في الكلية مدرساً في معهد إمام الدعوة العلمي.
وفي عام ١٤٠٤هـ صدر التوجيه الكريم بتعيينه إماماً وخطيباً في المسجد الحرام، وقد باشر عمله في شهر شعبان، من العام نفسه، يوم الأحد، الموافق ٢٢/٨/١٤٠٤هـ في صلاة العصر، وكانت أول خطبة له في رمضان من العام نفسه، بتاريخ ١٥/٩.
وفي عام ١٤٠٨هـ حصل على درجة (الماجستير) بتقدير (ممتاز) من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (قسم أصول الفقه) عن رسالته (المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي) ، وقد حظيت أولاً بإشراف فضيلة الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي عليها، ونظراً لظروفه الصحية فقد أتم الإشراف فضيلة الشيخ د. عبد الرحمن الدرويش.
انتقل للعمل ـ بعد ذلك ـ محاضراً في قسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
حصل على درجة (الدكتوراه) من كلية الشريعة بجامعة أم القرى بتقدير (ممتاز) مع التوصية بطبع الرسالة عن رسالته الموسومة (الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي: دراسة وتحقيق) وكان ذلك عام ١٤١٦هـ، وقد أشرف على الرسالة الأستاذ أحمد فهمي أبو سنة، وناقشها معالي الشيخ د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابط العالم الإسلامي، والدكتور علي بن عباس الحكمي، رئيس قسم الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى ـ آنذاك.
عُيّن بعدها أستاذاً مساعداً في كلية الشريعة بجامعة أم القرى.
أعماله الدعوية
يقوم مع عمله بالإمامة والخطابة بالتدريس في المسجد الحرام، حيث صدر توجيه كريم بذلك عام ١٤١٦هـ ووقت التدريس بعد صلاة المغرب في فنون العقيدة، والفقه، والتفسير، والحديث، مع المشاركة في الفتوى في مواسم الحج وغيره.
قام بكثير من الرحلات الدعوية في داخل المملكة وخارجها، شملت كثيراً من الدول العربية والأجنبية، وشارك في عدد من الملتقيات والمؤتمرات وافتتاح عدد من المساجد والمراكز الإسلامية في بقاع العالم، حسب توجيهات كريمة في ذلك.
له عضوية في عدد من الهيئات والمؤسسات العلمية والدعوية والخيرية.
ورشحه سماحة الوالد العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز (رحمه الله) لعضوية الهيئة الشرعية للإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي وغيرها.
له مشاركات في بعض وسائل الإعلام: من خلال مقالات وأحاديث متنوعة.
له نشاط دعوي، عن طريق المشاركة في المحاضرات والندوات في الداخل والخارج.
مؤلفاته وأبحاثه
له اهتمامات علمية، عن طريق التدريس والتصنيف، يشمل بعض الأبحاث والدراسات والتحقيقات والرسائل المتنوعة سترى النور قريباً بإذن الله منها:
(١) المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي.
(٢) الواضح في أصول الفقه (دراسة وتحقيق) .
(٣) كوكبة الخطب المنيفة من جوار الكعبة الشريفة.
(٤) إتحاف المشتاق بلمحات من منهج وسيرة الشيخ عبد الرزاق.
(٥) أهم المقومات في صلاح المعلمين والمعلمات.
(٦) دور العلماء في تبليغ الأحكام الشرعية.
(٧) رسالة إلى المرأة المسلمة.
(٨) التعليق المأمول على ثلاثة الأصول.
(٩) الإيضاحات الجليّة على القواعد الخمس الكليّة.
عنده عدد من الأبحاث والمشروعات العلمية فيما يتعلق بتخصصه في أصول الفقه، ومنها:
(١) الشيخ عبد الرزاق عفيفي ومنهجه الأصولي.
(٢) كلام رب العالمين بين علماء أصول الفقه وأصول الدين.
(٣) معجم المفردات الأصولية، تعريف وتوثيق وهو نواة موسوعة أصولية متكاملة (إن شاء الله) .
(٤) الفرق الأصولية، استقراء وتوضيح وتوثيق.
(٥) تهذيب بعض موضوعات الأصول على منهج السلف (رحمهم الله) .
(٦) العناية بإبراز أصول الحنابلة رحمهم الله. وخدمة تحقيق بعض كتب التراث في ذلك.
بواسطة العضو السعيدي