الشيخ محمد الدويش
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين
فمعنا سيرة عالم محدثاً كان نابغة من نوابغ عصره لكنه لم يعمر طويلاً آلا وهو:
الشيخ المحدث: عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد الدويش من قبيلة سبيع.
ولد الشيخ في عام ١٣٧٣هـ في مدينة الزلفي وتربي في كنف والده إذ توفيت والدته وهو رضيع ثم نشأ نشأة مباركة كان ملازماً لخدمة والده منذ الصغر.
كان آية في الحفظ والفهم مع الذكاء المتوقد وكانت هذه الصفات الموجودة فيه هي التي دفعته الى طلب المزيد من العلم والمعرفة وطلب العلم من مظانه.
بدأ بطلب العلم صغيراً بجدٍ واجتهاد فأحب الرحلة لذلك فقدم مدينة بريدة عام ١٣٩١هـ وبدأ الدراسة فيها على أيدي العلماء العاملين، فنزل في المسجد في إحدى غرفه، وذلك في مسجد الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله،فكان في كل مراحل طلبه للعلم بارزاً ونابغاً.
فأدرك العلم الكثير في وقت قصير، وكان سعيه دائماً في تحصيل العلم وإدراكه، واقتناء المؤلفات الجيدة في جميع مصادر العلوم الشرعية .....
وكان مكباً على كتب السلف الصالح ولذلك تجده شديد التأثر بهم وبأحوالهم. وكان أشد تأثراً بشيخي الإسلام ابن تيمية
ومحمد بن عبد الوهاب وتلاميذهما من أئمة هذه الدعوة.
فقد قيل أنه كان يحفظ الأمهات الست وغيرها من كتب الحديث وكان عنده من كل فن طرف جيد، لأنه كان مكباً على دراسة هذه الفنون، فكان عالماً بالعقيدة والتفسير والفقه والنحو.
لذا أعجب به علماء زمنه، فقد أجتمع الشيخ عبد الله بالعلامة محمد ناصر الدين الالباني في المدينة المنورة وذلك عام ١٣٩٧هـ تقريباً
وحصل بينهما نقاش علمي، فلما انتهى قال العلامة الالباني: أنت أحفظنا ونحن أجرأ منك.
مشايخه:
١/ الشيخ صالح بن أحمد الخريص
٢/ الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد
٣/ الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السكيتي
٤/ الشيخ محمد بن صالح المطوع
٥/ صالح بن إبراهيم البليهي
٦/ محمد بن سليمان العليط
٧/ محمد بن صالح المنصور
٨/ عبد الله بن عبد العزيز التويجري
طريقة تدريسه:
تتميز طريقة الشيخ بأنها على الطريقة التي أخذ بها متقدمو العلماء العلم عن مشايخهم، فكان الطال يقرأ عليه المتن من كتب الفقه، فيقوم بإيضاح غوامضه،وتحليل الفاظه، والاستدلال على ذلك من الكتاب والسنة، أو من كلام أهل العلم.
أما إذا كان الطالب يقرأ في كتب الشروح، فهو يكتفي بكشف ما يخفى على الطالب من الألفاظ ويخرج أدلته.
*أوقات التدريس:
كان رحمه الله تعالى محتسباً في نشر العلم وتعليمه فكانت له عدة جلسات يومية، فكان يجلس في المسجد المجاور لبيته من بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس بوقت طويل، ثم يخرج إلى بيته وقتاً قصيراً، يعود فيجلس للتدريس في مكتبة المدرسة التي يعمل فيها حتى يحين وقت تدريسه في الفصول الدراسية.
فإذا كان يوم الخميس فإنه يجلس في بيته مستقبلاً طلاب العلم من باحثين ومسترشدين ومستفدين منه، ثم إذا خرجوا من بيته جلس في بيته مطالعاً وباحثاً في مكتبته، ثم ينام إلى قبيل أذان الظهر، ثم يخرج إلى المسجد قبل الأذان، ويصلي الظهر ويجلس للتدريس حتى أذان العصر ومع كثرة الطلاب يبقى ويصلي العصر فيه، ثم ينتهي بعد ذلك عمله اليومي ومع هذا الجهد الطويل فإنه لم يمنعه من التأليف والعبادة وأوراده اليومية.
*صفاته:
كان رحمه الله ليناً في غير ضعف مهاباً سمحاً كريماً حليماً محبوباً للطالبين والفقراء صبوراً على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يخاف في الله لومة لائم.
لم يزاول التجارة طلية حياته بنفسه بل يوكل من يبيع له ويشتري مع بذل أجرة لمن يقوم بأعماله.
*تلاميذه:
جلس للتدريس من عام ١٣٩٥هـ وذلك حينما كان عمره ثلاث وعشرين عاماً، فكان مدة جلوسه حوالي أربعة عشر عاماً، فبهذه المده التف حوله طلاب كثيرون وكان يجلس عليه للقراءة في اليوم والليلة أكثر من مائة وعشرين طالباً سوى المستمعين.
*مولفاته:
١/ التوضيح المفيد لشرح مسائل كتاب التوحيد
٢/ الزوائد على مسائل الجاهلية.
٣/ الألفاظ الموضحة لأخطاء دلائل الخيرات.
٤/ دفاع أهل السنة والإيمان عن حديث خلق آدم على صورة الرحمن.
٥/ المورد الزلال في التبيه على أخطاء الظلال.
٦/ التنبيهات النقيات على مجاء في أمانة مؤتمر الشيخ
محمد بن عبد الوهاب.
٧/ تنبيه القارى على تقوية ما ضعفه الألباني.
٨/ الكلمات المفيدة في تاريخ المدينة.
٩/ إرسال الريح القاصف على من أجاز فوائد المصارف.
١٠/ مختصر بدائع الفوائد.
١١/ التعليق على فتح الباري.
١٢/ رد على سلمان العودة (النقض الرشيد على مدعي التشديد)
*وفاته:
توفي رحمه الله في مساء يوم السبت الموافق ٢٨ / ١٠ / ١٤٠٩ هـ وكان سبب وفاته على أثر مرض لزمه حوالي خمسة عشر يوماً
وكان عمره حين وفاته ما يقارب أربعة وثلاثين عاماً قضاها في العلم والتعليم وعبادة ربه وكان لوفاته أسى شديد ومصابه عظيم على أقاربه ومشايخه وتلاميذه، وكل من عرفه، وقد خلف الشيخ مكتبة علمية عامرة بالكتب النفيسة. رحمه الله تعالى.
منقول بتصرف
مصدر الترجمة كتاب (علماء نجد خلال ثمانية قرون)
هنا توضيح ضروري رأيت أن أذكره من باب إنزال الناس منازلهم:
فقد حدثنا شيخنا العلامة صالح بن سعد اللحيدان مرتين بأن الذي قال له الألباني رحمه الله تعالى: أنت أحفظ منا ونحن أجرأ منك إنما هو: صالح بن سعد اللحيدان نفسه؛ وليس هو المحدث عبد الله الدويش؛ ذلك لأن هذه المقالة قيلت في اللحيدان في عام ١٤٠٩ للهجرة في موسم الحج بعد محاورة علمية طويلة بين المحدث الألباني وبين المحدث اللحيدان وبحضور مجموعة من المشايخ؛ وهذا مسجل في شريط عند الشيخ اللحيدان؛ فإبراءً للذمة وجب تقييده.
وكتب / علي رضا بن عبد الله بن علي رضا