للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حمد بن محمد الجاسر]

مراحل حياته:

هو حمد بن محمد الجاسر، من أسرة آل جاسر المنتمية إلى بني علي من قبيلة حرب.

ولد سنة ١٣٢٨هـ- في قرية البرود من إقليم السر في منطقة نجد من أب فقير فلاح.

نشأ ضعيف البنية عليلا لم يستطع مساعدة أبيه فأدخله المدرسة (كتّاب القرية) حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم نظراً.

ذهب به أبوه إلى مدينة الرياض عام ١٣٤٠هـ- فبقي عند قريب له من طلبة العلم يدعى عبد العزيز بن فايز، وتعلم قليلا من مبادئ العلوم الدينية (الفقه والتوحيد) وحفظ القرآن غيباً.

عاد من الرياض بعد موت الرجل الذي كان يعيش في كنفه سنة ١٣٤٢هـ- ولم يلبث أبوه أن توفي فكفله جده لأمه علي بن عبد الله بن سالم، وكان إمام مسجد قرية البرود، وصار يساعد جده في الإمامة ثم اشتغل معلما لصبيان القرية حتى سنة ١٣٤٦هـ-.

نُدِب سنة ١٣٤٦هـ- مرشداً لفخذ من قبيلة عتيبة تدعى الحَوَاما من النُّفَعَة من بَرْقا يصلي بهم رمضان، ويعلمهم أمور دينهم، وكانوا يعيشون في البادية وكان يتنقل معهم فيها.

في آخر سنة ١٣٤٦هـ- ذهب إلى الرياض واستقر لطلب العلم على مشايخها، فقرأ شيئاً من المتون كالأجرومية لابن أجروم، والثلاثة الأصول، وآداب المشي إلى الصلاة للشيخ محمد بن عبد الوهاب وملحة الإعراب للحريري، ثم جاءت مرحلة زمنية مهمة في حياته، حيث ترك الرياض قاصداً مكة المكرمة.

في سنة ١٣٤٨هـ-، التحق بالمعهد الإسلامي السعودي، أول مدرسة نظامية تنشأ في العهد السعودي.

العمل:

وبعد أن أنهى مرحلة الدراسة في ذاك المعهد (متخصصا في القضاء الشرعي) تحول إلى الخدمة، فعمل مدرسًا في ينبع من عام ١٣٥٣هـ- حتى عام ١٣٥٧هـ- بعد أن أصبح مديرا للمدرسة

ثم انتقل إلى سلك القضاء فعمل قاضيا في ظِبَا في شمال الحجاز وذلك عام ١٣٥٧هـ-.

ولم ينقطع حنينه وشوقه إلى المعرفة بعد أن أنهى الدراسة في المعهد، بل كان يرغب في المزيد حتى جاءته الفرصة المواتية فسافر إلى القاهرة.

في عام ١٣٥٨هـ- التحق بكلية الآداب في جامعة القاهرة، ولكن الظروف العامة لم تساعده على إنهاء الدراسة في تلك الكلية، فتركها قبل أن يحصل على درجتها العلمية حيث قامت الحرب العالمية الثانية وأعيدت البعثة السعودية من هناك.

رجع إلى التدريس فدرّس في مناطق عديدة في المملكة العربية السعودية وشغل مناصب تربوية مختلفة، منها رئيس مراقبة التعليم في الظهران، ثم مدير التعليم في نجد عام ١٣٦٩هـ-.

كان أول مدير لكليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض اللتين كانتا النواة لإنشاء (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) .

أنشأ أثناء إدارته للتعليم في نجد مكتبة لبيع الكتب هي (مكتبة "العرب") التي كانت أول مكتبة عنيت بعرض المؤلفات الحديثة تحت إشرافه.

ثم اختار طريق الصحافة حيث زاولها مهنة وعملا، فأصدر عام ١٣٧٢هـ- مجلة اليمامة وهي أول مجلة صدرت في الرياض.

أنشأ أول مطبعة في الرياض باسم (شركة الطباعة والنشر الوطنية) عام ١٣٧٤هـ-.

أصدر عام ١٣٨١هـ- جريدة أسبوعية باسم "اليمامة".

وفي عام ١٣٨٥هـ- رأس تحرير صحيفة الرياض عند تأسيسها، وهي أول جريدة يومية أنشئت في الرياض.

في عام ١٣٨٦هـ- أصدر مجلة العرب لتكون مجلة علمية متخصصة في تاريخ وآداب الجزيرة العربية، ونالت هذه الدورية المتخصصة شهرة على مستوى العالم العربي، ولدى كل المهتمين بدراسات تاريخ الجزيرة العربية في كل مكان، ورأس تحريرها (٣٥) سنة، وما زالت العرب مستمرة في الصدور حتى الآن وقد أعيدت طباعة مجلداتها، وصدر لها فهرس شامل لجميع محتوياتها.

اتجه لإشباع ميوله ورغباته في البحث عن المخطوطات المتعلقة بتاريخ العرب وجغرافية بلادهم وآدابهم القديمة فزار المدن التي عرفت بمكتباتها التي تحوي نفائس التراث العربي، في تركيا وأوربا والبلاد العربية.

نشر مقالات عديدة في الجرائد والمجلات العربية في موضوعات مختلفة أبرزها النواحي التاريخية والجغرافية ووصف الكتب المخطوطة ونقد المؤلفات والمطبوعات حديثًا.

كان عضواً عاملا في (مَجْمَع اللغة العربية في القاهرة) و (المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في عمّان) وعضواً مراسلا في (مَجْمَع اللغة العربية بدمشق) و (مَجْمَع اللغة العربية في عمّان) و (المَجْمَع العراقي في بغداد) و (المَجْمَع العلمي في الهند) .

عمل أستاذا غير متفرغ في جامعة الملك سعود لمدة سنتين.

رأى ضرورة تأليف معجم جغرافي يحوي جميع أسماء المدن والقرى والأماكن المأهولة والدارسة في المملكة مع ذكر ما يتعلق بتاريخ تلك المواضع وبخاصة ما له صلة بالتاريخ العربي الإسلامي، فبث هذه الفكرة ودعا إليها فاستجاب له بعض زملائه من مؤرخي بلادنا، فكان من آثار ذلك أن صدر في ٢٣مجلدًا، منها من تأليفه:

مقدمة المعجم، جزءان.

شمال المملكة، ٣ أجزاء.

المنطقة الشرقية، ٤ أجزاء.

المعجم المختصر، ٣ أجزاء.

تكريمه في حياته:

منح جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام ١٤٠٤هـ- لإسهامه وعطائه الزاخر في إثراء ميادين الفكر.

منح وسام التكريم من مجلس التعاون الخليجي عام ١٤١٠هـ-.

منح وسام الملك عبد العزيز عند ما اختير الشخصية السعودية المكرمة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) عام ١٤١٧هـ-.

منحته جامعة الملك سعود (الدكتوراه) الفخرية عام ١٤١٦هـ- لما قدمه للساحة الثقافية السعودية من عطاء وافر متواصل، وما قدّمه للمكتبة العربية والإسلامية من إثراء تاريخي وجغرافي وأدبي ولغوي.

نال جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي ١٤١٦هـ-/١٩٩٦م.

نال جائزة الكويت للتقدم العلمي عن كتاب (أصول الخيل العربية الحديثة) عام ١٤١٦هـ-.

نال جائزة سلطان العويس الأدبية في الإمارات العربية المتحدة في مجال الإنجاز الثقافي والعلمي عام ١٤١٦هـ-.

وفاته:

في يوم الخميس ١٦/٦/١٤٢١هـ- (١٤/٩/٢٠٠٠م) انتقل الشيخ حمد الجاسر إلى رحمة الله، بعد حياة حافلة بالعطاء، وقد عمت مشاعر الحزن كل محبيه على جميع المستويات داخل المملكة وخارجها، فرحمه الله رحمة واسعة وجعل ما قدم من علم في موازين حسناته.


بواسطة العضو السعيدي

<<  <   >  >>