ترجمة الشيخ عبد الله الخليفي
هو الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخليفي.
الولادة: ولد في منطقة القصيم بمدينة البكيرية عام ١٣٣٣هـ تقريباً.
المنشأ: نشأ وترعرع في مدينة البكيرية في بيئة دينية صالحة محافظة على تعاليم الإسلام، حيث كان والده شيخاً جليلاً وإماماً لأحد مساجد البكيرية وكان جده الشيخ عبد الله شيخاً جليلاً وعالماً كبيراً وقاضياً بمدينة البكيرية.
هذه البيئة الدينية والعلمية أثرت تأثيراً كبيراً على نشأة فضيلة الشيخ عبد الله فقد كان والده حريصاً كل الحرص على تربيته تربية دينية.
حفظ الشيخ عبد الله القرآن الكريم على يد والده الجليل الشيخ محمد الخليفي وله من العمر حوالي سبعة عشر عاماً.
طلب العلم في بداية نشأته على يد والده الشيخ محمد الخليفي.
وممن طلب العلم على أيديهم أيضاً الشيخ محمد بن مقبل والشيخ عبد العزيز بن سبيّل وسماحة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ والشيخ سعد وقاص البخاري العالم المعروف في التجويد.
وفضيلة شيخنا المحبوب عبد الله الخليفي ـ رحمه الله ـ جمع بين الدراسة الحديثة بمدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة إضافة إلى حلقات العلم على أيدي المشائخ
السالف ذكرهم.
أعماله
عمل في بداية حياته إماماً لأحد مساجد مدينة البكيرية إحدى مدن القصيم، وبعد ذلك بفترة طلبه الملك فيصل ـ رحمه الله ـ ليكون إماماً عنده، بعد ذلك أشار الملك
فيصل ـ رحمه الله ـ بتعيينه إماماً وخطيباً في المسجد الحرام وذلك عام ١٣٦٥هـ. فباشر فضيلته وظيفته الجديدة ومهمته الكبيرة إماماً وخطيباً في المسجد الحرام وظل كذلك حتى وافاه الأجل وهو قائم بعمله خير قيام.
ومن زملائه في الإمامة في أول تعيينه كل من الشيخ عبد المهيمن أبوالسمح والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة.
وفضيلة الشيخ عبد الله من كبار المربين، فلقد اشتغل بالتدريس والإدارة منذ عام ١٣٧٣هـ وكان آخرها مدير مدرسة حراء الابتدائية بمكة المكرمة. وفضيلة شيخنا المحبوب الشيخ عبد الله الخليفي شيخ وقور عليه سمة الصالحين تعلوه المهابة وتحفه السكينة متواضعاً محبوباً، دمث الأخلاق، جميل الألفاظ، رقيق الإحساس، بكاء بالقرآن تغلبه
العبرة، شديد التأثير. يَبكي ويُبكي، تشهد له جناب المسجد الحرام كم بكى وكم أبكى فيها من أنفس مؤمنة وأرواح طاهرة.
ولفضيلة شيخنا المحبوب مشاركات كثيرة في مجال الإرشاد والتوعية العامة والتأليف وذلك من خلال أحاديثه المذاعة أسبوعياً تحت عنوان دروس من الفقه الإسلامي.
أنشد فيه العديد من الشعراء...... للشيخ سعود الشريم ومنها:
فالله نسأل أن يثيب إمامنا
بحبوحة في جنة الرضوان
وكذا زواج الحور في جناته
بل نظرة في الواحد الديّان
وصلاة ربي وسلامه
للمصطفى الطيب الأردان (١)
ومما يجدر ذكره ولا يحق لنا أن نتجاهله ونغفله أن فضيلة الشيخ عبد الله ابن محمد الخليفي إمام وخطيب المسجد
الحرام ـ رحمه الله ـ هو أول من جمع المصلين على صلاة التهجد آخر الليل في العشر الأواخر من رمضان خلف إمام المسجد الحرام فبدأها ـ رحمه الله ـ بعدد يسير من المصلين في حصوة باب السلام جهة بئر زمزم فتزايد العدد يوماً بعد يوم وكثرت الصفوف من صف إلى صفين إلى ثلاثة، وهكذا بدأ يتزايد عدد المصلين ويكثر توافدهم للصلاة خلف فضيلته وازداد عددهم عاماً بعد عام وظل كذلك ـ رحمه الله ـ حتى أصبح من يصليها خلفه بالآلاف ثم شاركه فيها باقي الأئمة واستمرت تقام هذه الصلاة في العشر الأواخر من رمضان كل عام حتى وقتنا الحاضر يصليها مئات الألوف من المقيمين والوافدين خلف أئمة الحرم المكي الرسميين، جعل الله ذلك في موازين حسناته.
مؤلفاته ووفاته
وكتاباته في الصحف منها مقال أسبوعي ينشر في جريدة عكاظ الغراء، ومن مؤلفاته المباركة:
١ـ إرشاد المسترشد إلى المقدم في مذهب أحمد.
٢ـ القول المبين في رد بدع المبتدعين.
٣ـ المسائل النافعة.
٤ـ فضل الإسلام.
٥ـ الثقافة العامة.
٦ـ خطب الجُمع في المسجد الحرام.
٧ـ أدب الإسلام.
٨ـ التربية الإسلامية.
٩ـ دواء القلوب والأبدان من وساوس الشيطان.
١٠ـ المعاملات الربوية.
١١ـ مناسك الحج.
هذه بعض مؤلفاته نفع الله بها، ثمرة جهده. وبعد حياة حافلة بمزيد من بذل العلوم ونشر التعليم الدعوة والإرشاد وعموم الفائدة التي كان يبثها للمسلمين من خلال خطبه ومواعظه أو بين دفتي كتبه ودروسه الإذاعية، حان لهذا القمر المضيء ونوره الساري أن يتوارى عن الأنظار ويوسد الثرى فاستجاب لنداء ربه وودع الدنيا بأسرها ولحق بالرفيق الأعلى بتاريخ ٢٨/٢/١٤١٤هـ وذلك في مدينة الطائف، ودفن بمكة المكرمة ـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ـ جزاء ما قدم من قراءة كتابه الكريم الذي طالما أبكى المصلين وأشجن العابدين ولما بذله ـ رحمه الله ـ من علم نافع وعمل صالح نرجو أن يكون ذخراً له في يوم المعاد.
بواسطة العضو الطرطوشي