للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الرحيم عبد الرحمن.. الجبرتي المعاصر

١٦/٠١/٢٠٠٦

آمال عويضة

[عبد الرحيم عبد الرحمن]

في هدوء رحل المؤرخ الدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم أستاذ التاريخ العثماني بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، والذي يعتبره المتخصصون من أبرز مؤرخي ذلك العصر، واصفين إياه بأنه "عميد دراسات التاريخ العثماني" في العالم العربي. والذي عاش لعقود يعمل في صمت بعيدا عن طنين الشهرة، رحل دون أن يحصل على ما يستحق من تكريم يليق بإنتاجه الذي أصبح مرجعا لكل الباحثين؛ خاصة ما يتعلق بالدولة العثمانية.

سنوات التكوين

ولد عبد الرحيم في سوهاج بصعيد مصر في ٢٥ مايو ١٩٣٦م وبدأب حرص على اكتساب العلم حتى حصل على دبلوم المعلمين في عام ١٩٥٨م، والتحق بعده بالعمل في المدارس الابتدائية حتى عام ١٩٧٤م، تدرج في أثنائها من العمل في المدارس الابتدائية إلى الإعدادية ثم الثانوية.

ولم يثنه عمله ومسئولياته كزوج وأب من الانتساب لكلية الآداب -جامعة عين شمس والحصول على الليسانس بتقدير جيد، وفي تلك الفترة جمعت الصداقة بينه وبين المؤرخ المصري الدكتور "رءوف عباس" الذي اعتاد إمداده بالمحاضرات وملاحظات الأساتذة، ويتذكر عباس دأب زميله وعشقه للعلم الذي دفعه إلى التسجيل بمعهد البحوث والدراسات العربية في يناير ١٩٦٩م وحصوله على درجة الماجستير في التاريخ الحديث بتقدير جيد جدا، عن موضوع "الدولة السعودية الأولى من ١٧٤٥ وإلى ١٨١٨م"، ويعد كتابه هذا مرجعا أساسيا للباحثين العرب والأجانب المتخصصين في تاريخ الجزيرة العربية.

وقد حصل -أيضا- على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة في اللغة العربية (مايو ١٩٦٩) حتى يمتلك أدواته كباحث ومحقق في الوثائق التاريخية، ثم سجل درجة الماجستير، ولكنه توقف بعد اتجاهه لدراسة الدكتوراة في التاريخ الحديث من آداب عين شمس عام ١٩٧٣م حول "الريف المصري في القرن الثامن عشر" حيث حصل عليها مع مرتبة الشرف الأولى.

وفي أعقاب ذلك تم تعيينه مدرسا بقسم التاريخ الحديث بكلية البنات الإسلامية جامعة الأزهر، ثم تدرج إلى أستاذ مساعد ثم أستاذ، ثم وكيل للكلية، إلى جانب مهامه كرئيس لقسم التاريخ بكلية الدراسات الإنسانية في ١٩٨٥م.

ولم يقتصر النشاط العلمي لـ"عبد الرحيم" على داخل مصر، بل امتد إلى خارجها حيث عمل أستاذا زائرًا في جامعة برنستون الأمريكية في الفترة من مايو إلى ديسمبر ١٩٧٤، وأمضى عام ١٩٧٦ في جامعة طوكيو. كما عمل أستاذًا مشاركًا في كلية الإنسانيات العلوم الاجتماعية بجامعة قطر في الفترة من ١٩٧٨ إلى ١٩٨٣، وتوالت بعد ذلك زياراته ومشاركاته ومحاضراته للتعليم في المملكة العربية السعودية والكويت.

<<  <   >  >>