لم يتوقف عطاء الدكتور حسين المصري عند أسوار الجامعة بل شغل نفسه بالصحافة قبل الدكتوراة وبعدها بنشر المقالات والقصائد في كثير من الصحف والمجلات المصرية والعربية مثل "اللواء الجديد" و"منبر الشرق" و"قافلة الزيت" السعودية و"الأديب" اللبنانية و"الورود" السورية و٢٥ جريدة ومجلة أخرى، وكان شغله الشاغل هو الدراسات الفارسية والتركية وعقد المقارنات بينها، وأتاحت له الصحف نشر هذا الاتجاه على نطاق أوسع على القارئ العربي غير المتخصص. وكان ذلك بمثابة تمهيد لإيقاظ الوعي بوجود تراث إسلامى لم يكن للناس إلف به من قبل، فله في ذلك الريادة، إذ صحح المفاهيم السائدة لدى المثقفين. فالكثير منهم كان يهوّن من قيمة الأدب التركي وينكرونه في بعض الأحيان، فأوضح أن هذا وهم، وأن الأدب التركي القديم هو الأدب الإسلامي الحق؛ لأنه تأثر في أعماقه بالأدب الفارسي الذي تأثر من قبل بالأدب العربي والتراث الإسلامي في أصوله وفروعه، كما أن الأدب التركي الحديث يقف على قدم المساواة مع الأدب الأوربي في روائعه لأنه متأثر به مستمد منه، وهذا ما يقال عن أدب اللغة الأوردية وهي لغة شبه القارة الهندية عموما وباكستان خصوصا.
ورشح الدكتور حسين مجيب المصري للتدريس في جامعة بغداد وكرمه الأساتذة الأتراك بدعوته إلى إستانبول، وأصر المرحوم البروفيسور جتين رئيس قسم اللغات الشرقية بجامعة إستانبول على تقبيل يده، ودرس أيضا في جامعة أنقرة وقونية، ودعي إلى باكستان ثلاث مرات الأولى عام ١٩٧٥، وبعد ذلك بعامين دعي للاشتراك في مؤتمر عقد عن الشاعر الباكستاني محمد إقبال في مدينة لاهور، وألقى بحثا عن إقبال والقرآن، ثم دعي في سنة ١٩٨٨ مع زوجته، وكرمه وزير الإعلام، كما أقام نجل إقبال -والذي كان يشغل منصب رئيس المحكمة العليا- وليمة في داره، أما الرئيس الباكستاني ضياء الحق فقلده وساما، وعانقه أمام عدسات التلفزيون حتى ترقرق الدمع في عينيه تأثرا بالموقف، لقد قلد الرئيس غيره في هذا الحفل أوسمة واكتفى بمصافحتهم واختص الدكتور حسين بالعناق.
كما دعي إلى مدينة قرطبة بأسبانيا للاشتراك في مؤتمر أقيم عن إقبال، وكان الأوحد الذي ألقى بحثه عن "إقبال والتصوف" بالإنجليزية مرتجلا دون قراءة من الورق.
يضاف إلى ما سبق من تكريمه في الخارج أن منحته جامعة مرمرة الدكتوراة الفخرية عام ١٩٩٦ ودعته لتقدمها إليه في الجامعة إلا أنه اعتذر عن عدم السفر لأنه فقد نعمة البصر، فسُلمت إليه في السفارة التركية بمصر في حفل ألقى فيه قصيدة نظمها بالتركية مع ترجمتها بالعربية.