للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبالقول الأول فارقوا القدرية الغلاة وبالقولين الأخيرين فارقوا أهل السنة، فليسوا بقدرية غلاة وليسوا بأهل هداة، وهذه الاعتقادات الثلاثة تدخل تحت أصل من أصولهم الخمسة – وستأتي – يسمونه العدل.

وأول من قال بهذا القول – قول المعتزلة – واصل (١) بن عطاء الغزّال وتبعه عليه أبو عثمان عمرو بن عبيد، وهؤلاء المعتزلة أتوا بأصول خمسة هدموا بها أركان الإيمان - وهي من مباحثنا المقررة -:

أصول المعتزلة الخمسة:

الأول: العدل


(١) وضع المعتزلة سوّء الله وجوههم حديثاً موضوعاً في واصل، في طبقات المعتزلة لقاضي القضاة عبد الجبار المعتزلي، يقولون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ليكونن في أمتي رجل اسمه واصل يفصل الله به بين الحق والباطل] وعمرو بن عبيد شغف بشيخه الضال واصل شغفاً كبيراً، بحيث زوجه أخته – أي عمرو وزوج لواصل أخته – وقال: أريد أن يأتيها ولد منك فيقال خال أولاد واصل هو عمرو بن عبيد، فقطع الله نسله ولله الحمد وما أنجبت شيئاً، وواصل بن عطاء كان فصيحاً مفوهاً بليغاً وكان من العلماء، وهكذا عمرو بن عبيد، وقد كان – أي عمرو تلميذاً للحسن البصري، ويقول الحسن في عمرو بن عبيد: (نعم الفتى عمرو لو لم يحدث) والحسن البصري قال هذا قبل أن يجهر عمرو ببدعته وكأنه كان يتوسم فيه هذا وإن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم، قال أئمتنا: فأحدث والله أعظم الحدث، وكانوا يقولون نحن أرجى للحجاج منا لعمرو بن عبيد لأنه بدعة الحجاج زالت وانقضت وأما هذا فقد ترك الأمة على مثل لُجج البحار، فهذه بدعة لم تَزُل، وأما بدعة الحجاج فزالت لأن المبتدع خطره أعظم من فاعل الكبيرة.