سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد إخوتى الكرام..
لازلنا نتدارس مقاصد النكاح والحكمة من مشروعيته وإباحته ونحن لا زلنا نتدارس أيضا الحكمة الرابعة من حكمه ألا وهى تذكر لذة الآخرة وقد تقدم معنا أن هذه اللذة محبوبة إلى النفس وهى أعظم اللذائذ الحسية فى الحياة الدنيوية والنفس البشرية تتعلق بها مع ما فيها من آفات فإذا كان الإنسان عاقلا يتعلق بهذه الشهوة ويتطلع إليها فى نعيم الجنات فليس هناك فيها آفة من الآفات وتقدم معنا أن شهوات الدنيا تناسب الحياة الدنيا كما أن النعيم الذى فى الآخرة يناسب الدار الآخرة وتقدم معنا أن ما فى الجنة لا يشبه ما فى الدنيا إلا فى الأسماء كما أن ما فى الدنيا لايشبه ما فى الجنة إلا فى الأسماء ولذلك إخوتى الكرام إذا كان الإنسان عاقلا وعلم ما فى الجنة من نعيم عظيم أعده الله لعباده المتقين تطلع إلى ذلك واشتاق إليه وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يحثنا على هذا ويحرضنا على التطلع إلى ما أعد الله جل وعلا لأوليائه وأحبابه المؤمنين فى جنات النعيم.