الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الصادقين المفلحين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحَزْن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك الله وبحمدك على عفوك بعد قدرتك
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد إخوتى الكرام
لا زلنا نتدارس مقدمة لدروس الفقه التى سنشرع فى مدارستها بعون ربنا وتوفيقه وقلت هذه المقدمة تقوم على أمرين اثنين الأمر:
الأول على تعريف علم الفقه ومنزلته ووجوب الاحتكام إلى شريعة الله جل وعلا وقد مر الكلام على هذه الأمور مفصلا فى المواعظ الماضية
ووصلنا إلى الأمر الثانى من المقدمة لدروس الفقه التى سنتدارسها قلت فى ترجمة أئمتنا ساداتنا الفقاء الأربعة رضوان الله عليهم أجمعين سيدنا أبو حنيفة وسيدنا مالك وسيدنا الشافعى وسيدنا أحمد رضوان الله عليهم أجمعين
إخوتى الكرام قبل أن نشرع فى ترجمة موجزة لأئمتنا وقلت سأجمل ترجمة كل واحد منه فى موعظة بعون الله وتوفيقه قبل أن نشرع فى مدارسة تراجمهم المباركة رضوان الله عليهم أجمعين, ينبغى أن نعلم أننا عندما نتدارس تراجمهم وأحوالهم أن هذا ليس من باب النافلة والاستطراد إنما هو حق على العباد وعلى أهل النُّهى والرشاد أن يعرفوا أحوال أئمتنا فهم أولياء الله رضوان الله عليهم أجمعين ولذلك أثر عظيم فى نفوس المكلفين فأخبار الصالحين تقوى اليقين وتشد صلة الإنسان برب العالمين ومدارسة أخبارهم لون من ألوان الدعوة إلى دين رب العالمين