الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الصادقين المفلحين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك الله وبحمدك على عفوك بعد قدرتك
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد إخوتى الكرام
انتهينا من دراسة الفروق بين شرع الخالق وشرع المخلوق وتبين لنا إخوتى الكرام أن الفارق بين الأمرين كالفارق بين الخالق وخلقه سبحانه وتعالى الفارق بين شرع الله عز وجل وشرع العباد كالفارق تماما بين السفاهة والحكمة وبين الجهل والعلم وبين الحياة والموت وبين الوجود والعدم وبين الهدى والردى ولا تستوى هذه الأمور المتقابلة (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه)(ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)
وفى هذه الموعظة إخوتى الكرام والتى بعدها سنتدارس أمر ضروريا ينبغى أن نعيه ألا وهو ما حكم من خرج عن حكم الله عز وجل لم يحتكم إليه ولم يحكم به ولم يلتزم بهذا الشرع فى جميع شؤون حياته ما حكمه؟
من خرج عن شرع الله عز وجل له حالة من حالات ثلاث:
إما أن يعذر فيها وهى الحالة الأولى وإما أن يأثم ويوزر وإما أن يرتد ويُكَفَّر هذه ثلاثة أحوال
الحالة الأولى كما قلت هو معذور خرج عن شرع العزيز الغفور لكنه معذور لمَ؟ سأوضح هذا
الحالة الثانية خرج عن شرع العزيز الغفور لكنه آثم موزور مأزور من باب الإتباع مأجور ومأزور الحالة الأولى كما قلت معذور أما الحالة الثانية موزور لو كان هناك مأجور لصار الإتباع أوليس كذلك؟ مأزورات ومأجورات ارجعن مأزورات غير مأجورات