للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علامات في نفس رسول الله (٢)

(لقاء ديني)

للشيخ الدكتور

عبد الرحيم الطحان

كل نبى بمن كان قبله وبمن كان بعده يلزم أنه هذا النبى الذى سيأتى بعده لو بعث وهو حى أن يصدق به وأن يتبعه وأن يكون من أعوانه وأنصاره، إذاً هذا النبى على نبينا صلوات الله وسلامه الذى فيه هذا الكمال والجمال فى خَلْقِه وخُلُقِه وهو فى أتم صور الكمال سيتحيل أن يكذب، ثم لو تنزلنا وقلنا يمكن أن يقع منه كذب نقول فأين الله، كيف يقر هذا الكذاب وينصره ويؤيده ويجيب دعاءه ويعلى كلمته ويرفع ذكره، هذا كما قلنا طعن فى ربوبية الله بل جحد لربوبية الله وكأنه ليس لهذا العالم رب يدبره ولا حكيم يصرف شئونه عندما أيد هذا المبطل ونصره وهو كاذب ليس برسول من قبل الله جل وعلا، هذا لايمكن أن يقع على الإطلاق، ولذلك إخوتى الكرام تأمل حال النبى عليه الصلاة والسلام فى نفسه خَلْقاً وخُلُقَا يدل على أنه رسول صلى الله عليه وسلم، سأتناول هذا بالتفصيل وسنأخذ شيئاً من خَلْق نبينا الجليل عليه الصلاة والسلام، ثم نتدارس خُلُقه بعد ذلك النبيل لنرى هذا الخَلْق وهذا الخُلُق وكيف صاغه الله جل وعلا بصورة الكمال والجمال والجلال فى الأمرين خَلْقاً وخُلُقا فما خلق الله مخلوقاً أكرم وزلا أفضل وأبهى ولا أجمل من نبينا عليه الصلاة والسلام والأنبياء يلونه فى ذلك فهم على نبينا وأنبيناء الله ورسله صلوات الله وسلامه.

ومن تأمل حال النبى عليه الصلاة والسلام فى الخَلْق، وهو الأمر الأول، لن يرتاب فى أن هذا المخلوق ليس بإنسان عادى، هذا المخلوق هو نبى الله حقاً وصدقا، يتميز عنهم فى كل شىء بصورته فى حركاته فى ريحه فى جميع أحواله إذا نظرت إليه تقول هذا إنسان يخنلف عن البشرية فى هذه الأحوال، هذا اصتنعه الله لنفسه فهو قدوة لأمته على نبينا وأنبيناء الله ورسله صلوات الله وسلامه.