الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الصادقين المفلحين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحَزْن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك الله وبحمدك على عفوك بعد قدرتك
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد إخوتى الكرام
شرعنا فى مدارسة الأمر الثانى من المقدمة التى سنتدارسها قبل البدء بدروس الفقه وقلت هذه المقدمة ستدور على أمرين اثنين:
الأمر الأول مر الكلام عليه فى تعريف علم الفقه ومنزلته وفى وجوب الاحتكام إلى شريعة ذى الجلال والإكرام
والأمر الثانى كما قلت فى ترجمة موجزة لأئمتنا الفقهاء الأربعة رضوان الله عليهم أجمعين ,قدمت للإمر الثانى إخوتى الكرام بمقدمة فى الموعظة الماضية وهى فى منزلة ذكر الصالحين فى الدين فقلت هذا لون من ألوان الدعوة إلى رب العالمين وهذا البحث كما قلت ليس من باب النافلة والاستطراد إنما ينبغى أن يعتنى به أهل الرشاد فعدا عن حق أئمتنا علينا وعدا عن تقربنا بذلك إلى ربنا عدا عن هذين الأمرين كما قلت أن النفس البشرية تستروح إلى القصة والخبر ثم بعد ذلك عندما تسمع تسرى فيها أمور الخير التى تحتويها هذه القصة من حيث لا تشعر النفس البشرية وعليه كما قلت نحن بذلك نحصل فائدة عندما نسمع أخبار أئمتنا وهذا كما قلت نشبع به الشعور النفسى الشعور الفطرى فى نفوسنا ثم بعد ذلك نهذب أنفسنا يعنى من حيث لا نشعر عندما نعلم أحوال أئمتنا وهذا يدعونا للابتداء بهم رضوان الله عليهم