الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الصادقين المفلحين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك الله وبحمدك على عفوك بعد قدرتك
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد إخوتى الكرام شرعنا فى مدارسة الأدلة التى تبين منزلة علم الفقه ومكانته وذكرت دليلا واحدا من كتاب الله جل وعلا يقرر هذا الأمر وهو قول الله جل وعلا فى سورة التوبة براءة
{وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون}[التوبة/١٢٢]
تقدم معنا إخوتى الكرام بيان معنى هذه الآية الكريمة وتقدم معنا أن النفر معناه الانزعاج من الشىء وإلى الشىء والخروج عندما يخرج الإنسان يحصل له شىء من الانزعاج والمشقة والتعب والكلفة وقلت إخوتى الكرام إن معنى الآية يتحدد بناء على صلتها بما قبلها
فإن كانت الآية لا زالت مرتبطة بأحكام الجهاد فتحتمل معنيين اثنين:
إما أن التفقه يحصل للفرقة المقيمة والفرقة التى نفرت, نفرت للخروج فى سبيل ربنا المعبود يصبح تقدير الآية فلولا فهلا نفر من كل فرقة منهم طائفة نفروا لأى شىء ليقاتلوا فى سبيل الله وقعدت طائفة لأى شىء ليتفقهوا فى الدين ويتعلموا من نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام فإذا عاد إليهم إخوانهم المجاهدون علموهم ما تعلموه من نبينا الميمون على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه