الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، ورضي الله عن الصحابة الطيبين وعن من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا، سَهِّل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعُنا، وانفَعنا بما علمتَنا يا أرحم الرحمين، اللهم زدنا علمنا نافعا وعملاً صالحاً بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين، سبحانك اللهم وبحمدك على حلمك بعد علمك، سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، اللهم صل على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد إخوتي الكرام:
تقدم معنا في المواعظ السابقة أن من آمن بالله --جل وعلا-- واتبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخلص في جميع أحواله لله سيذوق حلاوة الإيمان بلا شك، وهذه الحلاوة سيظهر لها أثرٌ في سلوكه وتصرفه فسيعرض عن الدار الفانية ويقبل على الدار الباقية، ويستعد للموت قبل نزوله ويكثر من ذكره ويفرح به إذا حل به.
إخوتي الكرام:
ولذلك كان الموتُ كما تقدم معنا تحفةً للمؤمنين. وقررت هذا بالأدلة والبراهين، وأريد أن أوضح أيضاً هذا بشيءٍ لم يتقدم ذكره -على سبيل الاختصار-