إخوتى الكرام آخر ما ذكرته فى الموعظة الماضية أنه عند ذكر الصالحين تنزل رحمات رب العالمين سبحانه وتعالى وقلت إن هذا الأثر ثابت عن أئمتنا الكرام الطيبين قاله سفيان بن عيينة وقاله سفيان الثورى وأيضا استشهد به أئمة الإسلام الإمام أحمد ومن بعده رضوان الله عليهم أجمعين
وقلت أنه كلام حق ومعتبر عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة وبينت معناه ووجهت هذا القول ونقلته كلام الإمام الغزالى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى توجيهه وبيان معناه وقلت إخوتى الكرام سنبدأ فى أول الموعظة بأمر يسير تكلمة للأمر الذى تدارسناه فى الموعظة الماضية ثم ندخل فى ترجمة سيدنا إبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه
هذا الأمر إخوتى الكرام الذى بقى علينا قلت كما أنه عند ذكر الصالحين تنزل رحمات رب العالمين أيضا عند ذكرهم يذكر رب العالمين سبحانه وتعالى
كما أنه عند ذكر الله يُذكر أولياء الله وقد أشار إلى ذلك نبينا رسول الله على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه
ثبت فى مسند الإمام أحمد والأثر رواه أبو نعيم فى الحلية والحكيم الترمذى من رواية سيدنا عمرو بن الجموح الأنصارى رضى الله عنه وأرضاه والأثر رواه الطبرانى فى معجمه الكبير عن عمرو بن الحنق فهو عن صحابين عن عمرو بن الجموح وعن عمرو بن الحنق رضى الله عنهم أجمعين
وفى إسناد الحديثين رِشدين بن سعد الإمام الصالح من بلاد مصر قال عنه الإمام الهيثمى فى المجمع فى الجزء الأول صفحة تسع وثمانين ضعيف فيه رشدين بن سعد ضعيف وإطلاق الضعف فيه يحتاج إلى شىء من التفصيل كما قال الحافظ فى التقريب قال ضعيف ورجح أبو حاتم بن لهيعة عليه رجح ابن لهيعة عليه قال وكان أى ابن رشدين وكان رجلا صالحا فى دينه لكن فأدركته غفلة الصالحين فكان يهِم ويخطىء وقد أخرج حديثه الترمذى فى السنن والإمام ابن ماجة وتوفى سنة ثمان وثمانين بعد المائة عليه رحمة الله ورضوانه