وذكرت فى الموعظة الماضية قول عبد الله بنرواحة رضي الله عنه وأرضاه وقلت هو من أحسن ما قيل فى بيان حقيقة نبينا عليه الصلاة والسلام وما يدل على نبوته عندما يقول: لو لم تكن فيه آيات مبينة كانت بديهته تنبيك بالخبر، تأتيك بالخبر، أى لو لم يكرمه بآيات واضحات من خوارق العادات وغيرها تدل على أنه رسول الله عليه الصلاة والسلام حقا وصدقا كانت طلعة وجهه الشريف والنظر إليه فى أول وهلة هذا كافى فى أنه رسول الله عليه الصلاة والسلام حقا وصدقا كافى فى الدلالة على صدقه على أنه رسول ربه على نبينا صلوات الله وسلامه، ولذلك ثبت فى المسند وسنن ابن ماجة وسنن الترمذى والحديث قال عنه الإمام الترمذى صحيح، والحديث رواه الحاكم فى المستدرك فى كتاب الهجرة فى الجزء الثالث صفحة ١٣ وقال صحيح على شرط الشيخيخن وأقره عليه الإمام الذهبى ولفظ الحديث عن حبر اليهود وإمامهم فى زمانه عبد الله بن سلام رضي الله عنه وعن سائر الصحابة الكرام، يقول: لما قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة من مكة مهاجرا تنادى الناس قد م رسول الله قدم رسول الله عليه الصلاة والسلام فانجفل الناس إليه ليروه على نبينا صلوات الله وسلامه، يقول: وكنت فيمن انجفل أى ذهبت بسرعة، يقول: فلما استثبت من وجهه أى تحققت وتمكنت من النظر إلى جماله وبهائه وكماله ونوره عليه صلوات الله وسلامه، فلما استثبت من النظر إلى وجهه قلت: إن وجهه ليس بوجه كذاب، وسمعته يقول: (هذا قبل أن يقول، إنما جاء ونظر الناس انجلوا إليه وأسرعوا لإستقباله وللنظر إلى طلعة وجهه ونوره وبهائه عليه الصلاة والسلام، يقول: فجئت معهم فلما استثبت وتمكنت من النظر وتحققت إلى نور وجهه، وجهه ليس بوجه كذاب عليه صلوات الله وسلامه، ثم سمتعه يقول: يا أيها الناس أطعموا الطعام وأفشوا السلام وصِلُوا الأرحام وصَلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام، هذا أول خطاب يلقيه نبينا عليه الصلاة والسلام فى طيبة