للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثبت في سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجه وكتاب السنة لابن أبي عاصم بسند صحيح عن عبد الله بن فيروز الديلمي (وورد في كتب الحديث تسميته بابن الديلمي) قال ذهبت إلى أبي بن كعب فقلت: أبا المنذر، قد وقع في نفسي شيء من القدر (١) فحدثني لعل الله أن يذهبه من قلبي، فقال له: أبي بن كعب رضي الله عنه: [لو أن الله عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيراً من أعمالهم (٢) ، ولو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما قبل الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك (٣) ولو مت على غير هذا مت على غير الإسلام، يقول ابن الديلمي: فذهبت إلى ابن مسعود وإلى حذيفة (٤) ، فقالا لي مثل ما قال أبي ثم ذهبت إلى زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك (٥) ] فإذا وقع في أنفسكم شيء من القدر فاستحضروا هذا الحديث.

ولذلك أمرنا رسولنا ونبينا صلى الله عليه وسلم إذا بحثنا في القدر أو تكلمنا فيه أن لا نسترسل وأن نقصر الكلام في ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم – والحديث في مسند الإمام أحمد ومعجم الطبراني وغيرهما بسند صحيح [إذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكر النجوم فأمسكوا] .


(١) شبه واشتباهات وتساؤلات حول القدر وقعت في نفسي فحدثني وعظني بما يثبت العقيدة في نفسي من أحاديث ومواعظ.
(٢) وهذا في الحقيقة يذهب القلق الذي يقع في القلب من القدر.
(٣) ما فاتك لم يكن ليحصل لك وما حصل لك لن يفوتك، جف القلم بما أنت لاق ٍ.
(٤) أي يطلب منهم أيضاً أن يحدثاه بشيء من القدر ليذهب ما وقع في نفسه.
(٥) فالكلام من مشكاة واحدة مشكاة النبوة، لكن أبي لم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا ابن مسعود ولا حذيفة، وأما زيد فرفعه ولم يقفه.