للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(والذي يدخل الكنائس اليوم أو يسمع ما فيها لا يرى إلا كل رذيلة وفساد فماذا يعمل الشيطان بهؤلاء؟!، إنهم زادوا على إبليس ولعله إذا دخل عليهم الكنيسة أفسدوه لأنه كما قال الشيطان كنت ألقى الناس فأعلمهم فصرت ألقاهم وأتعلم منهم) وقال الشاعر المخذول:

وكنت امرأً من جند إبليس فارتقى ... بيَ الحالُ حتى صار إبليسُ من جندي

فلو رأت قبلي كنت أحسن بعده ... طرائق فسق ليس يحسنها قبلي

وغاية ما وقع من الشيطان أنه عصى ربه، لكنه لم يتقرب إليه بالمعصية أما هؤلاء النصارى يتقربون بالمعصية فتراه يصلي ويزني....

... وقد نهانا نبينا عليه الصلاة والسلام عن المجادلة والنزاع والأخذ والرد والقيل والقال في مسائل القدر، ثبت في سنن الترمذي بسند حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: [خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتنازع في القدر فغضب حتى احمرت وجنتاه (١) كأنما فقيء في وجهه حب الرمان (٢) ثم قال: أبهذا أمرتم أم لهذا أرسلت إليكم (٣) ؟، إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر عزمت عليكم ألا تنازعوا فيه] فمن كان مؤمناً فليحفظ عزيمة النبي عليه الصلاة والسلام وقسمه وتشديده وطلبه وإلزامه لنا.


(١) أي خداه.
(٢) أي كما لو أتيت بحب الرمان وفقأته في وجه إنسان فتراه يغضب وينفعل ويحمر وجهه من الانفعال والغضب وكان النبي عليه الصلاة والسلام أبيض اللون مشرباً بحمرة ومثله لو انفعل تظهر وجنتاه كأنهما جمرتان من النار من أثر الصفاء الذي في وجهه والحمرة الأصلية، فأراد أبو هريرة رضي الله عنه أن يخبر عن حاله بهذا الوصف.
(٣) أي هل أمركم الله بهذا وهل رخصت لكم به أن بهذا أرسلت إليكم أي هل أرسلت إليكم بأن تتنازعوا وتختلفوا في هذا الأمر؟.