للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أ- ففي مسند الإمام أحمد والصحيحين وسنن الترمذي وأبي داود وموطأ مالك عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [كل مولود يولد على الفطرة] أي على الإسلام الحق وعلى الدين الحنيف [فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه (١) كما تُنْتَج (٢) البهيمة جمعاء (٣) هل تحسون فيها من جدعاء (٤) ] أي هي تولد سليمة الأطراف لكن صاحبها هو الذي يغيرها، وهكذا بالنسبة للناس في صغرهم فطرهم الله على الحنيفية السمحة، لكن من الذي غيّر من تغير منهم؟ آباؤهم أو أمهاتهم أو مجتمعهم وغيرهم ولذلك ثبت في كتاب السنة لابن أبي عاصم (حديث رقم ١٩٢) بسند ضعيف – لكن هذا الحديث يشهد له – عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [مغيِّر الخُلُق كمغّير الخَلْق] ، أي مغير الأخلاق الطيبة إلى خبيثة ومغير الإسلام إلى عصيان وشرك بالرحمن كمغير الخلق أي كما لو غير بعض أطراف المولود، أو لو أن المرأة بدلت خلقتها وصورتها وهكذا الرجل بالنمص (ترقيق الحواجب أو إزالتها) أو بالوشم، أو حلق اللحية بالنسبة للرجل أو قص الشعر من الرأس بالكلية بالنسبة للمرأة فهذا كله من تغيير خلق الله.


(١) كان بعض شيوخنا إذا روى الحديث يقول [أو يرذلانه] أي إذا كان أبواه مسلمين رذيلين بالفساد والفجور فسيرذلانه، وأول الفساد الآن جهاز التلفاز جهاز الشيطان فاتقوا الله، وحذار حذار أن ترذلوا أولادكم.
(٢) أي توجد وتخلق.
(٣) جمعاء: أي كاملة الخلق سليمة الأطراف.
(٤) جدعاء: أي مقطوعة الأنف والأذن أو مشقوقة ونحو ذلك من التشويه.