الأمر الثانى: وهو عاشر الأمور أن هذا الكتاب هو المهيمن الرقيب المطلع الشاهد على ما عداه، مما تقدمه ومما يأتى بعده فهو الذى يقر ما فى غيره من حق، ويبطل ما فيها من باطل، وهو السند الرسمى وعليه المعتمد وعليه الإعتماد عند المؤمنين فى بيان الحق والباطل وتقييم الأفكار وتقييم الكتب وتقييم ما كان وما يكون، يقول الله جل وعلا مخبرا عن هذا فى سورة المائدة:{وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه.......} ، ومهيمنا عليه مطلعاً رقيباً شاهداً يقر ما فيها من حق ويبطل ما فيها من باطل {.... ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون} ، ويقول الله جل وعلا فى سورة المائدة:{يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين.يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم} .
ويقول الله جل وعلا فى سورة النمل:{إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون. وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين. إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم} ، هذه الأمور العشرة التى صاحبت كلام ربنا جل وعلا وكتاب ربنا جل وعلا الذى سنتدارس تفسيره بحول الله وقوته.