والطريق الثالث: تفسير القرآن الكريم بأقوال الصحابة الكرام رضوان الله عليهم فهذا أيضا يأتى فى المرتبة الثالثة فالصحابة أكثرهم عرب خلص والقرآن نزل بلسان عربى مبين فيفهمون المراد من كلام الله جل وعلا على حسب لغتهم وهم حضروا وقائع التنزيل وشهدوا أسباب نزول الآيات الكريمات فيعرفون ماذا يراد بتلك الآيات وماذا يعنى بها ثم لهم من الفهم ورسوخ القدم فى الدين ما ليس لغيرهم فكلامهم يقدم على كلام من بعدهم ولا شك لهذه الاعتبارات الثلاثة رضوان الله عليهم أكثرهم عرب خلص ,شهدوا نزول القرآن, لهم من الفهم فى دين الرحمن والمنزلة ما ليس لغيرهم فكلامهم مقدم على كلام من بعدهم.
وأقوال الصحابة فى تفسير كلام الله جل وعلا أقوالهم لها حالتان: الحالة الأولى أن يكون لأقوالهم حكم الرفع إلى نبينا صلى الله عليه وسلم وذلك يكون إذا قال الصحابى قولا فى تفسير كلام الله وهذا القول لا يدرك بالرأى وليس طريقه اللغة وليس مأخوذا عن أخبار أهل الكتاب إذا كان ذلك الصحابى يأخذ عنهم كعبد الله ابن عمرو ابن العاص رضى الله عن الصحابة أجمعين فإذا قال الصحابى قولا فى تفسير الله ذلك القول لا يدرك بالرأى وليس طريقه اللغة وليس معروفا بالأخذ عن أهل الكتاب إذا كان ذلك الخبر يحتمل أخذه عنهم فإذا خلا عن هذه الأمور فلقول الصحابى فى تفسير كلام الله حكم الرفع إلى النبى عليه الصلاة والسلام كما لو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا فى تفسير الآية وهذا ما أشار إليه أئمتنا عليهم رحمة الله بلا خلاف بينهم.
يقول الشيخ عبد الرحيم ابن الحسين الأثرى فى الألفية الشهيرة بألفية الأمام العراقى عليه رحمة الله:
وما أتى عن صاحب بحيث ... لا يقال رأيا حكمه الرفع
على ما قال فى المحصول ... نحو من أتى فالحاكم الرفع لهذا أثبت