للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والطريق الرابع: تفسير القرآن بكلام التابعين الطيبين عليهم رحمة رب العالمين ,أقوال التابعين فى التفسير لها ثلاثة أحوال:

الحالة الأولى: أن يجمعوا على قول فى تفسير آية من الآيات فلا بد من الأخذ بهذا القول لمحل الإجماع والله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة ولا على خطأ وهل لهذا مثال ولهذا أمثلة كثيرة من ذلك ما ثبت عن الإمام الأوزاعى بسند صحيح أنه قال كنا نقول والتابعون متوافرون إن الله فوق عرشه وعلمه فى كل مكان فعن سفيان الثورى وغيره فى تفسير قول الله {وهو معكم أينما كنتم} بعلمه ومعية الله العامة {وهو معكم أينما كنتم} بعلمه فى كل مكان المراد من المعية معية العلم والإحاطة طلاع والرقابة وعدم خفاء شىء عن الله جل وعلا: {ألم تر أن الله يعلم ما فى السموات وما فى الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} بأى شىء بعلمه واطلاعه ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا بعلمه ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شىء عليم.

هذا التأويل أجمع عليه التابعون وأن تفسير المعية هنا معية علم وإحاطة واطلاع فالأوزاعي كنا نقول والتابعون متوافرون الله فوق عرشه سبحانه وتعالى وعلمه فى كل مكان فآيات المعية العامة معية علم وإحاطة وإطلاع ومراقبة وليست بمعية ذاتية فيستحيل أن يكون الخالق فى شىء من مخلوقاته كما يستحيل أن تكون المخلوقات فى شىء من ذات الخالق سبحانه وتعالى وأفضل ما قيل وأحسن ما قيل فى بيان حقيقة التوحيد إفراد الحادث عن القديم والحدوث عن القدم والمفاصلة بينهما فالله ليس كمثله شىء وهو السميع البصير سبحانه وتعالى فلا يمكن أن تكون ذات الخالق فى شىء من المخلوقات ولا أن تكون المخلوقات فى شىء من ذات الخالق.