للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

.. .لا هذا يدخل بالتفسير بالرأى إن شاء الله وأن سأشير إليه قطعا لأنه بالتفسير بالرأى سيأتينا مما يقرر جوازه ويحتمه أن عجائب القرآن لا تنقضى وأن حوادث الناس تجد وتتكرر فلا بد من أن يدخل فى كلام الله أن يشملها كلام الله جل وعلا وجاءت هذه النصوص العامة لتطبق على الجزئيات التى تقع إلى قيام الساعة فإذا لم نقل بجواز التفسير بالرأى لم نقل إذن سيبقى معنا حوادث كثيرة جدت وليس لها ذكر فى كلام الله يقول شيخنا عليه رحمة الله فى سورة النحل: {والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون *ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون *وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم *والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون} يقول أبهم ما سيخلقه جل وعلا مما لا نعلمه فى اسم الموصول ما {ويخلق ما لا تعلمون} يقول وفى ذكره مع المركوبات المذكورة قرينة على أنه يخلق ما لا نعلمه من المركوبات مع أنه ذكر فى مكان آخر أنه يخلق ما لا نعلمه ودون على أن يكون هناك قرينة على أنه من المركوبات على وجه العموم كما قال الله {سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون} لكن هنا دليل فى مناسبة ذكر هذه {ويخلق ما لا تعلمون} مع المركوبات المتقدمة يقول إشارة وقرينة {ويخلق ما لا تعلمون من المركوبات} يقول وقد تحقق هذا هذا فى تفسيره فى أضواء البيان فى إيضاح القرآن بالقرآن وقد تحقق هذا فى المركوبات التى حصلت فى هذه الأيام من الطائرات والغواصات والسيارات فإذن هذا موجود إنما أحيانا يحصل شطط فى الإعجاز العلمى وتحميل كلام الله ما لا يحتمل نتكلم عليه عند التفسير بالرأى لنضع له ضابطا لأن التفسير بالرأى مجمع على جوازه إذا كان يوافق اللغة ونصوص الشرع ويدل عليه سياق الآية فيشهد له السباق واللحاق هذا لا خلاف فيه.