للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حثنا على البحث فيها وعلى التأمل فى ِشأنها وعلى التفكير فى أمرها وأمرنا أن ننظر ماذا فى السموات وما فى الأرض وأن نكتشف المجهولات وأن نجوب البحار وأن نقطع الفيافى والقفار لما نرى ما فى خلق الله من عجائب {قل انظروا ماذا فى السموات والأرض} فحثنا على هذا {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت} {فلينظر الإنسان إلى طعامه} الآيات {وفى أنفسكم أفلا تبصرون} .

تفكر فى هذا وتأمل وتدبر لا أقول لا حجر عليك بل أنت مأمور بذلك فكل ما تتوصل إليه بعد ذلك عن طريق إمكانياتك أنت عليه مأجور إن وصلت للحقيقة فالحمد لله وإلا فقد بحثت ما فى وسعك ويأتى من بعدك ويكمل أبحاثك ليثبت القضية النهائية بعد ذلك فى هذه الأمور المادية فإذن ليست هى محور بحث القرآن ولا حجر على الإنسان فى أن يبحث فيها بل حثه القرآن على البحث فيها والتأمل فى شأنها.

الأمر الثالث: الذى يمتاز به القرآن نحو هذه الأمور المادية أن القرآن يشير ويلفت أنظار الناس إلى ما يتعلق بواقعهم نحو هذه الأمور فالله جل وعلا يذكر لنا هذه الأمور ويبين لنا ما الذى يرتبط بواقعنا منها فمثلا الرياح {وأرسلنا الرياح لواقح} واقع الحياة يرتبط بهذا وبالتذكير بهذه النعمة العظيمة من هذه الرياح أنها تلقح الأشجار {وأرسلنا الرياح لواقح} ويخبرنا الله جل وعلا أن هذه الرياح تسوق السحب و {ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وهو الذى يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته [نشرا بين يدى رحمته] .