للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولها: علم الله ما قرأته فى الأسبوع الماضى فى الجزء الذى فيه ترجمة الإمام أحمد عليه رحمة الله فى سير أعلام النبلاء وهو الجزء الحادى عشر كنت أقرأ فى ترجمة إمام أهل السنة والجماعة وشيخهم بلا نزاع فلفت نظرى ترجمة بعض علماء هذه الأمة اطلق عليه بأنه لقمان هذه الأمة فقلت لعل فى ذلك إشارة إلى نبدأ بتفسير سورة لقمان وهذا العبد الصالح الذى قيل أنه لقمان هذه الأمة وهذا الأسم يفشو ويسمى به كثير من العجم فى هذه الأيام أما العرب فقد أهملوه ما رأيت عربيا يسمى ولده بلقمان ولا سمعت لما وقفت أما العجم فكانوا بكثرة كان عدد من الإخوة الطلاب من بلاد ساحل العاج فى كلية الشريعة فى أبها اسمه لقمان وهكذا من الصومال لقمان يسمون أنفسهم بهذا فالتسمية بهذا الإسم المبارك سبقونا إليه فهذا الإسم الذى مر معى فى سير أعلام النبلاء فى لقب عالم من علماء هذه الأمة نعت بلقمان وهو حاتم الأصم توفى سنة سبع وثلاثين ومائتين للهجرة وسمى بالأصم لا لصمم وثقل فى أذنيه تتلى عليه آياتنا ولى كأن لم يسمعها كأن فى وقرا فى سورة لقمان التى سنتدارسها {وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن فى أذنيه وقرا} أى ثقلا {وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا} فالصمم ليس فى أذنيه خلقة لا إنما نعت بذلك لصفة جليلة فيه ولا غرو فى ذلك فهو لقمان هذه الأمة والحكمة وضع الشىء فى مواضعها جاءت امرأة تستفتيه عن بعض أمورها وهى جالسة عنده تستفتيه أحدثت وخرج صوت من تحت ثيابها وحقيقة الموقف فى غاية الإحراج امرأة أمام رجل تستفتيه فخرج منها هذا الأمر بغير قصد ولا شعور فقال ماذا تقولين قالت أسألك عن كذا قال ارفعى صوتك فلا أسمع فرفعت فقال لا أسمع حتى رفعت صوتها بحيث ارتجت الغرفة فعلمت أنه لم يشعر بها فما انكسر خاطرها هذا لقمان هذه الأمة وضع الشىء فى موضعه لقمان هذه الأمة حاتم الأصم لا لصمم فى أذنيه إنما هو أظهر