للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اسم أبو مسلم الخولانى قال وماذا تريد منه قال أسألك عنه قال أنا هو فقام عمر رضي الله عنه وعانقه وأخذه إلى أبى بكر وأجلسه بينه وبين أبى بكر وبدئا يبكيان وقال عمر الحمد لله الذى لم يمتنى حتى أرانى فى هذه الأمة رجلا يشبه خليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه أى كيف ألقى فى النار وجعلها الله عليه بردا وسلاما.

وهكذا هذا العبد الصالح حكيم هذه الأمة أبو مسلم الخولانى الذى توفى سنة اثنتين وستين على أبعد تقدير نعت أيضا بأنه حكيم هذه الأمة هذا الأمر الأول إخوتى الكرام الذى دعانى لاختيار تفسير سورة لقمان.

أما الأمر الثانى: فهو فى الحقيقة ليس وليد هذه الأسبوع وليس قريب حديث إنما معانى تدور فى نفس الإنسان فى معنى الحكمة والحكمة ضيعت من زمن ولا أسفه ولا أحمق ولا أغبى من العصر الذى نعيش فيه وما أظن أنه مر على هذه الدنيا حواكم ركب الناس فيها رؤوسهم وهم يحسبون أنهم على خير كالحياة التى نعيش فيها بلاء وانحراف وشطط وكفر خيم فى أرجاء المعمورة ومع ذلك يراد منا أن نقول إننا فى صحوة ووعى والأمة كلمتها ظاهرة ودين الله جل وعلا قوى ويتحاكم إليه وقد نبذه الناس وراء ظهورهم وظهر الكفر البواح فى أرجاء المعمورة.

الحكمة تتلخص فى أنها وضع الشىء فى موضعه فلا بد إذن من أن نتعرف على هذه السورة التى عالجت هذه الحكمة وبينت معناها لنرى واقعنا هل يسير على حكمة أو على سفاهة وعته؟

إخوتى الكرام: الحكمة كما قلت وضع الشىء فى موضعه وهذا العبد ينبغى أن يضع نفسه موضعها فهوعبد لرب فله إله جل وعلا خلقه وأوجده فينبغى أن تكون بين هذا العبد وبين ذلك الرب صلة قائمة على دينونة هذا العبد لربه جل وعلا، وهذا هو رأس الحكمة {ولقد آتينا لقمان الحكمة إن اشكر لله ومن يشكر فأنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غنى حميد} .