للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا رأيت شيئا مستقيما فتعجب قال مرة بعض الآباء لابنه إبغينى ايتنى بقثاءة مستقيمة القثاء معروف من فصيلة الخيار قثاء تؤكل والقثاء قل أن تحصل واحدة مستقيمة لابد من وجود التواء فيها وأحيانا تكون ملتوية كالدائرة تماما طرفاها يجتمعان والوسط فارغ فذهب الولد يبحث فى بستان القثاء حتى وجد واحدة فيها شىء من الاستواء ولا التواء فيها فقال لوالده هذه قثاءة مستقيمة قال يا ولدى هذه معوجة قال لا يوجد فى البستان من هى مستوية أكثر من هذه قال أنا آتيك بقثاءة مستوية مستقيمة فذهب وأتاه بقثاءة منحنية كالحية عندما تلف على نفسها قال هذه مستقيمة قال سبحان الله هذه فيها ميل يسير تقول منحرفة وهذه مدورة تقول مستقيمة قال يا ولدى الأصل فى القثاء الاعوجاج فالاعوجاج فيه مستقيم والمستقيم فيه معوج والأصل فى حالنا كذلك وتعارف القوم الذين عرفتهم بالمنكرات فعطل الإنكار أستغفر الله وتعارف القوم الذين عرفتهم بالمنكرات فأنكر الإنكار ليس عطل إذا أنكرت منكرا ينكر عليك إنكارك ليس التعطيل التعطيل لإنكار هذا ذهب من فترة إنما صار إنكار على المنكر ينكر المنكر فينكر عليه وتعارف القوم الذين عرفتهم بالمنكرات فأنكر الإنكار.

إخوتى الكرام: زمن وضعت فيه الأمور فى غير مواضعها الرجال تخنثوا النساء ترجلوا امرأة تترجل رجل يتخنث أيها الرجل ابقى رجلا يقول لا لازم أغير خلقتى التى خلقنى الله عليها أتخنث فى حلق اللحية وجر الثوب يا أمة الله أنت أنثى حافظى على الأنوثة تقول لازم أترجل الحكمة وضع الشىء فى موضعه الرجل أمر بتقصير ثوبه وأزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه يجر تحت كعبيه.

المرأة أمرت أن تجر ترفع فوق الركبة أمرت أن تسدل شعرها تستأصله أمر أن يعفى شعر لحيته يستأصله.

الرجل يتخنث والمرأة تترجل هذه حكمة وضع الشىء فى غير موضعه.