للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولذلك إخوتى الكرام: يقول الله جل وعلا فى سورتى فى سورة الأنبياء وفى سورة المؤمنون: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} ذكر الله جل وعلا هذه الآية في هاتين السورتين إن هذه أمتكم ملتكم ملة واحدة الأمة هنا بمعنى الملة دينكم واحد وهو الإسلام الحنيفية عبادة الله وحده لا شريك له كل نبى كان يقول هذا لقومه اعبدوا الله ما لكم من إله غيره {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} ، {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} ذكر الله هذه الآية فى هاتين السورتين لإشارة بليغة تظهر لى وهى أن من آمن بالله جل وعلا فقد آمن من عبد الله وآمن به فقد آمن بجميع الرسل واتبع جميع الرسل وانعقد بينه وبين المؤمنين الأخيار أخوة فى الله جل وعلا من سبقه ومن سيأتى بعده ممن يلحقه {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} ومن انحرف عن هذا من كفر برسول من رسل الله الأنبياء فقد كفر بجميع الرسل من تبرأ من الأخوة الإيمانية فقد برأ منه المؤ منون وانفصل من هذه الرابطة الإسلامية فالإيمان برسول إيمان بجميع الرسل والكفر برسول كفر بجميع الرسل {كذبت قوم نوح المرسلين} كيف كذبوا رسل الله وهم ما أدركوا إلا نبيهم لأن ما أمر به نوح هو ما أمر به آدم وهو ما أمر به محمد على نبينا وعلى جميع الأنبياء صلوات الله وسلامه فتكذيب نوح يعنى تكذيب الأنبياء أجمعين عليهم صلوات الله وسلامه والإيمان بنوح يعنى الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين عليهم صلوات الله وسلامه فمن آمن بنبى آمن بالأنبياء وانعقد بينه وبين المؤمنين ولاء وإخاء {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} ومن كفر بنبى كفر بالأنبياء وصار بينه وبين المؤمنين عداء وبغضاء فمن كفر بنبى ليس بمؤمن وليس بمتبع لنبى من الأنبياء ومن آمن بنبى آمن بالأنبياء وهو من عباد المؤمنين ذكر الله هذا فى هاتين السورتين المؤمنون