للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا المقياس هدمه الإسلام فى العصر المكى عندما غير الفكرة والشعور ففكر الإنسان مرتبط بالحلال والحرام وبذلك ذاقوا حلاوة الإيمان [أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لايحبه إلا لله وأن يكره أن يعود فى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف فى النار] .

ثبت فى صحيح البخارى عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت أول ما نزل من القرآن سورة من المفصل والمفصل على المعتمد يبتدأ من سورة ق إلى نهاية القرآن سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام دخلوا فى دين الله بعد أن طهرت القلوب وأخبروا بأنهم سيؤولون إلى الله والمحسن فى الجنة فى جنات النعيم وأولئك لهم عذاب مهين فبشره بعذاب أليم حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل من أول الأمر لا تزنوا لقالوا لا ندع أبدا ولو نزل من أول الأمر لا تشربوا الخمر لقالوا لا نترك الخمر أبدا أنزل على النبى عليه الصلاة والسلام وأنا جارية ألعب بل الساعة موعدهم فى سورة القمر {والساعة أدهى وأمر} .

وما نزلت البقرة وآل عمران إلا وأنا عنده فى المدينة رضي الله عنها وصلوات الله وسلامه على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

فأول ما نزل سورة من المفصل أى من أول ما نزل وتعنى بها سورة المدثر وفيها يقول ربنا جل وعلا: {فإذا نقر في الناقور * فذلك يومئذ يوم عسير * على الكافرين غير يسير} وهذه نزلت بعد صدر سورة العلق بعد خمس آيات من سورة العلق نزلت سورة المدثر وهى أول سورة اكتمل نزولها من القرآن وأول سورة كلف بها نبينا عليه الصلاة والسلام بالقيام بالرسالة والدعوة والتبليغ {يا أيها المدثر قم فأنذر} ثم يقول الله {فإذا نقر في الناقور * فذلك يومئذ يوم عسير* على الكافرين غير يسير} فلما طهرت القلوب وتعلقت بعلام الغيوب نزل بعد ذلك الحلال والحرام.